روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد

موقع أيام نيوز

 


أنا غلطان عاد إلى القصر بعد نصف يوم قضاه في المستشفى لإخراج الړصاصة من ذراعه ثم تضميدهلكنه تفاجأ عند دخوله بسيف وهو يجلس أمام الباب الرئيسي ينتظر قدومه .. إقترب منه ياسر قائلا بتعجب 
_ انت بتعمل ايه هنا 
أجابه سيف بإبتسامة صغيرة 
_ كنت بستناك يا عمو مش انت قولتلي استناني هنا ولما ارجع هنتعرف 

إبتسم ياسر تلقائيا وأجاب 
_ ايوة وعلى فكرة انت ممكن تناديني ياسر على طول بلاش عمو دي .
_ حاضر .
قالها سيف ببسمة لطيفة ثم أشار إلى المقاعد الموجودة بالحديقة قائلا 
_ هو احنا ممكن نقعد هناك 
أومأ ياسر برأسه وإتجه ناحية المقاعد وهتف وهو يشير لسيف بأن يتبعه 
_ طبعا تعالى ..
تبعه سيف بحماس وجلس بجواره ثم تساءل سريعا مشيرا إلى ذراعه المصاپة 
_ هي بټوجعك 
أجابه ياسر بصراحة 
_ ايوة بتوجعني اوي بس أنا بتحمل عادي ..
_ عايز ټعيط 
تفاجأ ياسر من سؤال سيف الغريب وتمتم بإستغراب 
_ لا ليه 
أجابه سيف وهو يلوي شفته السفلى بحركة بدت للآخر ظريفة 
 رفع ياسر حاجبيه بدهشة بينما إسترسل سيف بإبتسامة صغيرة 
_ بس رحمة بتقول انه منطق غلط لأن الكتمان مينفعش بس احنا مجتمع مريض بنحاول نصعب كل حاجة على نفسنا مع ان الدنيا بسيطة!
إزدادت دهشة ياسر من الكلام الذي يسمعه لأول مرة من طفل صغير والذي لم يفكر فيه سابقا لكن إسم رحمة الذي أدرجه هذا الصغيرلفت إنتباهه فتساءل بإستغراب 
_ رحمة مين 
_ أختي .
تساءل ياسر بتعجب عندما إستوعب جواب سيف 
_ يعني انت ابن كريمة 
أومأ سيف برأسه بإبتسامة كبيرة مردفا 
_ عارف أنا بحب ماما اوي رغم انها بتعاملني ساعات كأني لسه صغير بس حاسس اني مش هعرف اعيش من غيرها .
_ اشمعنى 
_ لأنها دايما بتحاول تديني كل حاجة أنا نفسي فيها عشان مبقاش أقل من صحابي رغم اننا معندناش فلوس كتير ده غير انها طيبةوحنينة اوي ومش بس معايا لا هي كده مع الكل ..
تابع ياسر حديثه بإهتمام وهو يذكر قلقها عليه ويدها التي كانت ترتجف كثيرا عندما رأت إصابة ذراعه حتى تحولت ملامح سيف إلىالحزن فجأة وأردف 
_ بس زمايلي ساعات بيتريقوا عليا ويقولولي اني ابن خدامة .. هو شغل ماما عيب يا ياسر 
قال الأخيرة بنبرة قريبة للرجاء وهو ينظر إلى ياسر فشعر هذا الأخير بغصة في حلقه بسبب حديث كتلة البراءة الجالسة بجواره ونفى برأسهفواصل سيف كلامه ببسمة 
_ عارف .. هما الي مش عارفين هي بطلة في نظري ازاي ماما اشتغلت هنا عشاننا وعشان نكمل دراستنا ومسمحتش لرحمة انها تشتغلوتسيب دراستها واختارت انها تتحمل مصاريفنا كلها لوحدها .
إزدادت إبتسامته فجأة وهو يختتم كلامه قائلا 
_ ماما إنسانة عظيمة فعلا !
شعر ياسر بدمعة تكاد تطل من بين جفنيه والندم قد بدأ يأخذ مكانه في قلبه خاصة عندما قارن بين ما فعله هو في حياته وبين ما فعلته تلكالتي كان يعتبرها مجرد خادمة تنفذ ما يطلب منها فقط .. شعر في تلك اللحظة أن الله قد أرسل إليه هذا الصغير ليعلمه معنى الأخلاقولينبهه عما كان عليه من تكبر على الناس .
إبتسم بحزن ثم خاطب سيف قائلا 
_ عارف عايز لما يبقى عندي ولد اجيب واحدة زي مامتك تربيه


عشان يبقى شبهك كده !
إبتسم سيف مرددا بعفوية 
_ ممكن تجيب رحمة تربيه رحمة برضه شبه ماما وهي عسل اوي وهتحبها هي بس بتبقى شريرة سيكا لما حد يضايقني أنا والا ماما .
ضحك ياسر قائلا 
_ مع انها تبان كيوت ومش شرسة بس المظاهر خداعة !
ضحك معه سيف بخفة ثم تفاجأ بياسر يقول بنبرة مترددة 
_ هو أنا ممكن احضنك 
طالعه سيف لثوان ثم أومأ هاتفا قبل أن يلقي نفسه بين أحضانه 
_ طبعا !
إحتضنه ياسر بحب نما في قلبه ناحية هذا الطفل سريعا وإستمع إليه وهو يردف 
_ احنا هنبقى صحاب أصلا صح 
أومأ ياسر مجيبا ببسمة هادئة 
_ صح !
_ يامن طلب ايدك للمرة التالتة يا دينا .
قالها عامر وهو يجلس مقابل دينا بغرفة الجلوس ومعهم رشاد وهناء وعلا وظن بأنه سيتلقى الرفض هذه المرة أيضا لكن دينا فاجأت الجميعحين قالت 
_ أنا موافقة .
إبتسم عامر وكذلك علا ورشاد بإرتياح ثم تساءل 
_ يعني اقولهم يجوا بكرة 
أومأت برأسها موافقة فصاحت علا بفرحة 
_ أخيرا عقلت يا بنتي وهتتجوزي واطمن عليك في بيت جوزك .
إبتسمت لها دينا بتكلف ولم تعلق ثم عادت لتشرد في ما سمعته من حديث بين خالها وجدها والذي علمت من خلاله ما حدث لهناء قبلفقدانها الذاكرة ..
إنتبهت هناء لشرودها فإقتربت منها وسألتها بهمس 
_ مالك يا دينا انت لسه مش عايزاه 
نفت دينا برأسها وهي تحاول أن تكبح دموعها ألما على حال أختها فإستفسرت هناء بإستغراب 
_ امال ليه حاسة انك هتعيطي 
إبتلعت دينا ريقها ثم أخذت نفسا عميقا وأجابت كاذبة 
_
 

 

تم نسخ الرابط