روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد

موقع أيام نيوز

 


الرحمان ويهمس له بشيء ما قبل أن يقف هذا الأخير ويتبعه نحو غرفة المكتب .
عقدت حاجبيها بإستغراب وترددت في الذهاب خلفه لكنها تراجعت أخيرا وجلست مكانها محاولة كتم فضولها لمعرفة ما يشغل بال والدها .
دخل الإثنان غرفة المكتب بهدوء لكنهما تفاجآ بخالد مستلقيا على الأريكة ويضع سماعات أذن ويبدو منشغلا في عالم آخر .. إنتبه إليهمافإعتدل في جلسته ونزع السماعات قائلا وهو يرى الضيق على وجه عمه 

_ انت كويس يا عمي 
جلس عبد الرحمان خلف المكتب وجلس أكرم بمقابلته دون أن يجيب .. رفع خالد أحد حاجبيه بإستغراب وهم بتكرار سؤاله لكنه سكت وهويستمع إلى عمه الذي تحدث فجأة 
_ رسلان ..
نطق بذلك ثم سكت ثانية فتساءل عبد الرحمان بقلق 
_ ماله 
_ عايز يتجوز بدور !
رفع بصره إليهما بعد إلقائه الخبر باحثا عن أي أثر للصدمة لكنه تفاجأ بخالد يعود للإستلقاء على الأريكة وهو يزفر براحة 
_ أخيرا !
حملق أكرم به بتعجب ثم صاح بنفاذ صبر 
_ أخيرا ايه بقولك رسلان عايز يتجوز بدور ! لا وكمان بيقولي انه عايزها هي ومش هيتجوز غيرها !
رفع عبد الرحمان كتفيه ببرود مستفز وقال 
_ وايه الجديد 
حول أكرم بصره إلى والده وهتف بغيظ 
_ بابا ! انت متأكد انك سامعني كويس 
_ ايوة .. قلت ان رسلان عايز بدور ومش عايز يتجوز غيرها واحنا كلنا عارفين ده !
رمش أكرم بعينيه بسرعة بعدم إستيعاب ثم ضيق عينيه متسائلا بشك 
_ عارفين ومن امتى 
أجابه خالد بدلا عنه 
_ ايوة عارفين وكلنا لاحظنا تقريبا النظرات الي بينهم حتى


انت بس انت مكنتش عايز تقتنع انها كانت نظرات إعجاب ..
قوس أكرم شفتيه بإعتراض بينما أردف خالد بإستغراب 
_ بس أنا مش فاهم انت معترض على الفكرة دي ليه 
_ لأنهم أخوات !
صړخ بها وهو يكاد يجن من برودهم لكن عبد الرحمان أجابه بنفس هدوئه السابق 
_ انت بتكدب علينا والا على نفسك يا أكرم كلنا عارفين انهم مش أخوات وممكن يتجوزوا عادي !
أخفض أكرم رأسه بضيق ثم رفعه ثانية وتمتم 
_ بس 
إعتدل خالد في جلسته وتحدث بهدوء مقاطعا إياه 
_ بس ايه يا عمي أنا مش فاهم برضه انت معترض على جوازهم ليه وأنا وانت متأكدين ان بدور هتوافق عليه والا انت مش عايزهميفرحوا 
نفى الآخر برأسه سريعا وقال 
_ لا طبعا بس .. مش عارف ليه الفكرة مش عايزة تدخل دماغي ! وبعدين الناس هتقول ايه وهما فاكرين ان رسلان ابني و 
قاطعه خالد ثانية 
_ واحنا مالنا ومال الناس وانت من امتى بيهمك كلامهم أصلا 
إلتزم أكرم الصمت ولم يجب فتنهد الثاني وتابع 
_ فكر كويس يا عمي ! انت أكيد متفاجئ ان رسلان خد خطوة زي دي وانت فاكر انه مش هيحب خالص !
ظل الضيق يغلف وجه أكرم فإبتسم عبد الرحمان ووقف من مكانه متجها إلى إبنه ووضع يده على كتفه قائلا 
_ انت بتغير على بدور من رسلان صح 
إتسعت عينا خالد بدهشة وقد فهم أخيرا سبب إعتراض عمه على طلب رسلان خاصة وأنه لم ينكر ذلك .. جلس عبد الرحمان على الكرسيالمقابل لإبنه وأردف بإبتسامة باطنها ساخر 
_ دي سنة الحياة يابني ولو متجوزتش رسلان هتتجوز حد تاني وانت مش هتفضل ترفض العرسان طول عمرها !
أخفض أكرم رأسه وتمتم بإنزعاج 
_ بس أنا لسه شايفها يا بابا وعايزها تفضل معايا مدة أطول !
_ وهي هتروح فين يعني ماهي هتفضل هنا جنبك ومش هيفرق اتجوزت او لا !
أومأ خالد مؤكدا وأردف 
_ بس لو اتجوزت حد تاني ممكن ياخدها بعيد عنك ومتشوفهاش إلا كل شهر مثلا ده غير ان رسلان ابنك والمفروض تفكر فيه برضه وتوافقانه يتجوز البنت الي بيحبها .
زفر أكرم بقلة حيلة وهمس بإستسلام وإبتسامة متكلفة 
_ طيب .. بس الأهم بدور توافق !
أومأ عبد الرحمان بتفهم ثم إستند بمرفقيه على ركبتيه وشبك كفيه تحت ذقنه متمتما 
_ دلوقتي ياسين اتجوز ورسلان كمان هيتجوز .. وانت ناوي تاخد الخطوة دي امتى 
ختم كلامه ملتفتا إلى خالد فرفع الأخير حاجبه وتساءل مدعيا الغباء 
_ انهي خطوة 
_ الجواز .
زفر خالد بملل وتمتم 
_ مش عايز اتجوز دلوقتي انا مرتاح كده !
لوى عبد الرحمان شفتيه بعدم رضا وقال 
_ امال هتتجوز امتى انت عارف ابوك اتجوز وهو عنده كام سنة 
قلب خالد عينيه مجيبا 
_ اتجوز وهو عنده اتنين وعشرين سنة عارف وقولتلي كده أكتر من ألف مرة وأنا قولتلك ألف مرة اني ملقيتش البنت الي تناسبني زي باباولحد ما الاقيها هفضل عازب !
تمتم عبد الرحمان بعدم إهتمام وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه 
_ على كده انت مش هتتجوز خالص !
قال ذلك قبل أن يشرد قليلا ثم يهمس بنبرة منخفضة وإبتسامة ماكرة 
_ بس أنا هجيبلك البنت دي قدامك وهخليك تجي تقولي انك عايزها في شهر واحد بس هي انهي وحدة من البنات 
شرد في أفكاره ثانية دون أن ينتبه إلى خالد الذي غادر غرفة المكتب أو إلى أكرم الذي
 

 

تم نسخ الرابط