روايه اسرار عائلتي لكاتبتها اروى مراد

موقع أيام نيوز

 


الآن .
إقتربت منه بثينة بإبتسامة لم ترحه ووقفت أمام مكتبه قائلة 
_ أنا عايزة اتكلم معاك شوية ممكن 
زفر محمد بضيق فهذا ليس وقتها على الإطلاق لكنه لم يرد إحراجها فأومأ موافقا وأشار لها بالجلوس .. جلست قبالته بهدوء وإلتزمتالصمت لثوان قبل أن تقطعه متسائلة 
_ عامل ايه 
_ كويس ..

نفت برأسها وهي ترمقه بطريقة غريبة قائلة 
_ لا مش كويس واضح انك متأثر من انفصالك عنها مش كده 
رفع محمد أحد حاجبيه بإستغراب تحول إلى حدة ظهرت بعينيه وصاح 
_ عايزة ايه من الاخر يا بثينة 
فركت بثينة أصابعها وهي تنظر إليه بتوتر لا تدري إن كان ما ستقوله صواب أم أنها ستهين نفسها .. لكنها لا تريد أن تضيع حبيبها منبين يديها بعد أن سنحت لها الفرصة لتمتلكه .. ذلك الذي أقنعت نفسها كما أقنعتها والدتها بأنه سيكون لها .. أخذت نفسا عميقا ثم قالتبسرعة 
_ أنا عايزاك تتجوزني !
إتسعت عينا محمد پصدمة من عرضها المفاجئ لكنه سرعان ما عقد حاجبيه متحدثا بحدة 
_ انت عارفة انت بتقولي ايه 
أبعدت عينيها عنه ولم تجبه فزفر هو پغضب ثم حاول إستعادة هدوئه وهتف بنبرة لم تخلو من الحدة 
_ أنا مش عارف انت متمسكة بيا كده ليه بس عايزك تعرفي انك بالنسبالي بنت عمتي وبس ونظرتي ليك مش هتتغير خالص ولا هعتبركحبيبة ولا هقدر افكر مجرد تفكير اني اتجوزك !
شعرت بكلماته تصيبها بشدة وقبل أن تتفوه بحرف واحد دفاعا عن نفسها سبقها هو مردفا 
_ حافظي على حبك للي يستاهلك يا بثينة وانسيني وبلاش تمشي ورا كلام عمتي عمتي دايما بتحب كل حاجة تقولها تحصل ومش هتفكرانها كده بتكون سبب في إهانة كرامتك .
أخفضت رأسها وهي تشعر بأنه يهدم فرصها للحصول عليه بكلامه هذا ورغم عدم إقتناعها تماما بما قاله إلا أنها وقفت ثانية وتمتمت قبلأن تغادر 
_ تمام أنا أسفة على ازعاجي ليك واوعدك اني هنساك ومش هفكر اقرب منك خالص بعد كده ..
.
أفاقت من شرودها بالماضي عندما وجدت نفسها تقف أمام خالها وعائلته الكبيرة بعد أن دخلت القصر صحبة إبنتها وقعت عينها عليه وهويقف بعيدا ويشيح بوجهه عنها شاعرا بالضجر لوجودها .. لم تره منذ ذلك اليوم سوى في حفل زفافها من إبن صديق والدها والذي قبلت بهدون تفكير رغم رفض والدتها محاولة أن تنساه به .. وللحق فإن زوجها نجح وبجدارة في أخذ عقلها وتفكيرها وكذلك قلبها لكن القدر أصرعلى معاقبتها بمرضه وهاهي الآن مضطرة للسفر معه بحثا عن علاج له وترك إبنتها الواقفة بجوارها بين عائلة خالها .
بدأ الجميع بالترحيب بها لكنه كان ترحيبا باردا كما توقعت إنتهى برؤيتها لرسلان الذي ألقى عليها السلام بجمود ثم إبتعد ليشير إلىفتاتين لم يسبق لها رؤيتهما لتتبعاه إلى خارج القصر .
عضت على شفتيها بندم وهي تذكر معاملتها السيئة معه منذ علمت عن طريق الصدفة بأنه إبن غير شرعي .. هي الآن نادمة على أشياءكثيرة فعلتها قالتها أو شعرت بها بسبب طيشها عندما كانت لا تزال شابة .. والآن خۏفها الأكبر من أن تكون إبنتها بذات طيشها فقدلاحظت أنها تشبهها كثيرا في التصرفات لكنها وعدت نفسها بأنها ستهتم بذلك الأمر عندما تعود فقط من السفر ..
دخلت معهما تلك المكتبة الكبيرة بصمت وهي ترى حماس مريم الذي ظهر في عينيها فور رؤيتها لكمية تلك الكتب الموجودة بها وبدونشعور منها سحبت يد بدور وتعمقت داخلها بسرعة تاركة رسلان ينتظرهما عند المدخل .. توقفت بعد ثوان عند الرفوف التي تحمل الكتب ذاتالتصنيفات المفضلة لديها تحت إستغراب بدور منها .
إلتفتت إليها مريم أخيرا لتلاحظ إستغرابها ويدها التي لا تزال تمسك بها فسحبتها بسرعة متمتمة ببسمة صغيرة وإعتذار 
_ أنا أسفة أنا ببقى تلقائية لما اكون مبسوطة عشان كده سحبتك معايا من غير ما اخد بالي .
هزت بدور رأسها ومازالت على إستغرابها من لطف مريم المفاجئ لكنها إختارت إلتزام الصمت وظلت تتابعها وهي تمسك بالكتب بحماسوتقلبها بين يديها ثم تحدثت أخيرا 
_ هو انت بتقراي ايه بالضبط 
إلتفتت إليها مريم بإنتباه وقالت 
_ يعني التصنيفات الي بقراها 
_ اها 
_ بقرا رومانسي فانتازيا خيال علمي وساعات بقرا ړعب .
_ وبتستفيدي منها ايه 
تفاجأت مريم من سؤالها لكنها أجابت ببساطة 
_ هما فيهم حاجات كتيرة ممكن تستفيدي منها بس أنا بصراحة بقراهم للمتعة .
أومأت بدور برأسها ثم أردفت بتردد 
_ طب بما انك


بتقراي رومانسي كتير يعني انت .. خبيرة في أمور الحب وكده صح 
رمقتها مريم بتعجب ولكنها ورغم عدم خبرتها إلا أنها فعلت معها كما فعلت مع رسلان وإدعت الخبرة وهي تومئ برأسها بغرور وتقول 
_ ايوة أنا خبيرة طبعا لو عايزة تستشيري حد في الأمور دي فانت وصلت للشخص الصح !
أخفضت بدور رأسها بتفكير ثم رفعته قائلة بهمس 
_ طب اوعديني الاول ان الي هنتكلم فيه هيفضل سر بيننا .
_ اوعدك .
أخذت بدور نفسا عميقا ثم قالت 
_
 

 

تم نسخ الرابط