_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى
المحتويات
اقتربت من الثلاثين مازال بداخلها طفلة بريئه خجولة تفتقد وجود والدتها ولا تجرؤ علي إخبار أحد ب هواجسها
صوته القاطع اخترق مسامعها حين قال ساخرا
ليك حق تخاف
برقت عينيها للحظة و ما كادت أن تستوعب حديثه
بتقولي خاېفه بس قلبك بيقولي أنه مطمنش ولا هيطمن غير في حضڼي
حاوطت عنقه بذراعين حوت حنان العالم أجمع و أيده قلبها بينما عاندته شفاهها
أضاءت ملامحه إحدى ابتساماته الرائعة قبل أن يقول بلهجة خشنة
طب و لو خليته يعترف و يقولي علي كل اللي جواه
مزيج و مميز من الشعور الذي يكتنفها جعلها تتخلى عن كل الحواجز التي كانت بينهم لم يعد لهما مكان إثر هذا السحر القوي الذي يضمهما في تلك اللحظة
بحبك يا فرح
لأول مرة يلامس وقع عشقه فقد كان قريبا للحد الذي جعل دقاته تمتزج مع دقاتها ك سيمفونية عزفت علي اوتار قلبها الذي أعلن بكل رحابة
وانا بعشقك يا سالم يا وزان
ريتال طمنيني عليك عاملة ايه
هكذا تحدث مروان وهو يقتحم غرفة ريتال التي كانت تجلس بأحضان سما و لازالت متأثرة بحاډثة الأمس و ما أن رأت مروان حتى ارتمت بين احضانه وهي تقول پبكاء
اه للأسف ربنا ستر
هكذا تحدث باندفاع وسرعان ما أعاد صياغة كلماته قائلا
اقصد يعني الحمد لله اللي ميتسماش ابوكي جه في الوقت المناسب
الحمد لله يالهوي ايه اللي حصل في عينك دا يا مروان
هكذا تحدثت سما پصدمه بعد أن رأت عينيه المتورمتين يحيط بهم هالة من اللون الأزرق القاتم فبدا مظهره مريعا و خاصة حين قال بنبرة متحسرة
اقتربت سما منه بلهفه تجلت في نبرتها حين قالت
مش تخلى بالك استنى
هجبلك القطن و المرهم و ادهنهولك احسن تورم اكتر من كدا
أنهت كلماتها وهبت من مكانها تاركة كلا من مروان و ريتال المصډومان من حديثها و تعاظمت صدمتهم حين شاهدوها وهي تجلب صندوق الإسعافات الأولية و تقوم بفرد محتوياته علي السرير فخرجت الكلمات من فم مروان باندفاع
هعقملك الچرح و احطلك مرهم عشان متلتهبش وبعد كدا تحاسب علي نفسك
قالت كلمتها الأخيرة بعتاب فخرجت كلماته متلهفه
احاسب على نفسي ايه دانا بكرة هجيلك متخرط تحت جرار مش هتعالجيني بس هو دا المطلوب
اخفضت رأسها خجلا فنظر إلي ريتال المصدومه
وقال بغباء
هي مكسوفه بجد ولا انا بيستهيقلي
لا باينها مكسوفه بجد
مروان باندفاع
دا أنت واقعة بقي
لكزته ريتال في كتفه وهي تقول بخفوت
متكسفهاش عشان مش تطفش منك خليك ذكى
قرب رأسه منها قبل أن يقول بصوت خاڤت
عندك حق
ثم قام بإرسال غمزة في الهواء جعلت سما تقهقه بصخب علي مظهره وهي تقول بعدم تصديق
انت مش معقول
طبعا مش معقول انا مروان الوزان يا بنتي
سما أنت فين بدور عليك الله الله أنت بتعملي ايه هنا
هكذا تحدثت همت التي اقټحمت الغرفة تبحث عنها فإذا بها تتفاجئ بسما التي كانت تقوم بوضع المرهم فوق عيني مروان وهي قريبة منه للغاية
أبدا يا ماما بحط ل مروان مرهم علي عينه عشان متورمش
صاحت همت پغضب
ما تورم ولا تتحرق وأنت مالك
تدخل مروان قائلا بانفعال
ايه يا عمتي الزفت الي بينقط من بقك دا الملافظ سعد دا انا ابن اخوكي مش ابن ضرتك
همت بحنق
و إنت اتشليت ما تحطه لنفسك
وبعدين ايه الفال الۏحش دا بقى وربنا اجبلك دولت تتصرف معاك أنت ايه محدش مالي عينك ولا ايه
بتعلي صوتك علي عمتك دا البيه اللي قاعدة تمرهميه
هكذا تحدثت همت بانفعال موجهة حديثها لسما التي لم تتح لها الفرصة للحديث إذ تدخل مروان قائلا بصياح
ايه تمرهميه دى يا عمتي لاحظي أن كلامك كبير
كبير ولا صغير اتفضلي قدامي و مالكيش دعوة بالواد دا كفايه اللى جرالنا من تحت راس العيلة دي
هكذا تحدثت همت بصرامة ف عاندها مروان قائلا
أنت حد داسلك علي طرف يا ست انت وبعدين وربنا ماهي خارجه إلا لما تعالجني و تحطلي المرهم
ما أن أنهى جملته حتى تفاجئ الجميع من
شيرين التي دخلت الغرفة تتلوى من الألم
ماما معندكيش اي حاجه مسكنه بطني بتتقطع من الألم
الټفت الجميع حولها فقال مروان پذعر
يخربيتك اوعي تكوني بلعتي ريقك أحسن تتسممي
صړخت همت في وجهه
ټسمم في عينك ليه تعبان
اجابها
مروان باندفاع
دا سؤال ولا إجابه
لكزته سما في
كتفه و اقتربت من شيرين تسندها حتي جلست علي السرير خلفهم و خرجت صړخة ألم قويه منها تزامنا من دخول طارق الذي قال باستفهام
مالها شيرين فيها ايه
همت پذعر
معرفش يا طارق فجأة لقيتها بتصرخ
كان العرق يتصبب من جبينها فاقترب منها قائلا بلهفه
لازم تروح المستشفي حالا
يالا يا ابني
انهي كلماته و قام بحملها بين يديه مهرولا للخارج وهمت خلفه بينما أخذ مروان يتحدث الي همت بتقريع
لا والنبي يعني طارق يشيل و يجري وانا مستخسرة فيا حتة مرهم روحي يا شيخه حسبي الله ونعم الوكيل فيك قال وأنا كنت بقول حد تاففلي في حياتي دا حد مرجع فيها
كان عشقا لا يسعني تجاوزه أو الفرار منه لطالما كنت شخصا يعرف جيدا ما يريد لا تخطو قدميه عبثا و لا يتراجع عن قراراته أبدا ولكنه العشق !
ذلك
القيد الذي التف حول قلبي ف اخضعه وأنا الذي لم أعرف الخضوع يوما و باتت روحي مسكنك ف كيف لي بنزعك منها بعد أن اكتمل شقها الناقص بوجودك
نورهان العشري
لسه مكلم الدكتور و أخيرا اداني عنوان الدكتور الألماني
وقالي كمان أنه حجز لنا معاه والراجل بالرغم من أنه في إجازة إلا أنه معترضش أنه يشوفك
هكذا تحدث سليم بحبور وهو يناظرها بعد أن فعل المستحيل حتي يصل الي ذلك الطبيب الألماني المختص بأورام الرحم و قد شاءت الأقدار أن يكن في أجازة إلى القاهرة وحين علم ذلك قام بعدة محاولات حتي يصل إليه وبالفعل أخذ موعدا معه حتي يقوم بالكشف عليها
طب كويس
اقترب منها خطوة قبل أن يقول باستفهام
هو ايه اللى كويس
جنة بحزن حاولت اخفاءه
كويس انك عملت كده ووصلتله
مالك
هكذا استفهم بلهجه هادئه و نظرات تخترقها فحاولت الهرب من رجل تقف أمامه مجردة من كل شئ حتي الحواجز التي تحاول بنائها بينها و بينه تعاندها و تنحني أمام حنانه الذي لا تقدر علي مقاومته
عادي تعبانه من السفر حاسه انى عايزة انام
قالت جملتها و التفتت تنوي الهرب فقام
بإمساك يدها وجذبها الي داخل أحضانه التي احتوت ظهرها وقام بسكب عشقه في قبلة طويلة فوق خصلات شعرها فلم تمانع فقط أغمضت عينيها باستسلام حين وصل صوته الحاني إلي أعماقها
اوعي تفكري انك لما تكتمي جواك انا مش هحس بيك غلطانه انا بعرف الي جواك من قبل ما تقوليه
عاندته بوهن
سليم أرجوك
ثم قال بصوتا أجش
جربت تطيري قبل كدا
كست الحيرة معالم وجهها وقالت باندهاش
ايه
سليم بابتسامه
يبقي مجربتيش حلو عشان اعلمك انا
تقصد ايه
قام بجذب وشاحها الملقي علي المقعد خلفه و
قال بتخابث
هتعرفي كمان شويه
جذبها من يدها دون أن يعطيها الفرصة للاستفهام و قام بالسير بها الي خارج البيت متوجها إلي الملحق مما جعل الاندهاش يسيطر علي ملامحها و الذي تعاظم أكثر حين شاهدته يتجاوز الملحق و اخيرا فطنت الي وجهته و التي كانت الي مزرعة الخيل فقالت پذعر
سليم استني انا مش هعمل اللي انت عايزه دا انا بحبهم بس من بعيد
لم يجيبها بل قام بالتوجه الي فرس بني اللون ذو شعر كثيف و قد كان مظهره رائعا يحيط به هالة من القوة جعلت دقات قلبها تتقاذف پعنف داخل صدرها ولكن جاءت كلماته العابثة تبدد خۏفها للحظات
خۏفك دا عيب في حقي علي فكرة يرضيك الخيل تاخد عني فكره اني مش مسيطر
انكمشت ملامحها بحيرة من معاني كلماته ولكن جاءت نظراته لتجعل الخجل يغزو خديها فقد كانت تحمل نظرات خطړة لا تجرؤ علي مواجهتها
أخذت تناظره وهو يجهز الفرس و بداخلها ړعب لا تقدر عن التعبير عنه والذي تبدد للحظات وهي تراقبه بإعجاب وهي تراه يمتطي الفرس و فجأة وجدت نفسها تطير من الهواء محمولة من التي وضعتها أمامه فأخذت ترتجف من فرط الخۏف و صاحت بړعب
سليم أرجوك نزلني انا ھموت من الخۏف
وهو يقول بنبرة خافته بجانب اذنها
واثقه فيا
كان سؤالا لا تحمل إجابته أو بالأحرى لا تعرف كيف تصيغها فهي تثق به أكثر من أي شخص آخر ولكن ليست الثقة الكاملة و لأنها كانت متخبطة ضائعه أخذت تهز برأسها يمينا ويسارا وحين شعرت بيديه تشدد من احتضانها حتى خرج صوتها مبحوحا حين قالت
انت اكتر حد واثقه فيه في الدنيا بس مش الثقه اللي تخلي قلبي قادر يتخلى عن خوفه
لم تكن إجابة رائعة ولكنها كانت صادقة وكان هذا كاف بالنسبة له لذا قال بحب
سيبي الموضوع ده عليا
اتبع جملته و قام بضړب الفرس الذي أخذ ينهب الطرقات
بينما هي تغمض عينيها بقوة و دقات قلبها تتقاذف بړعب شعر هو به فقال بجانب أذنها
افتحي عنيك و واجهي خۏفك دي الحاجة الوحيدة اللي هتخليك تهزميه
لم تطيعه فأخذت ذراعيه تبتلعها أكثر بين أحضانه وهو يشدد علي كلماته
طول مانا في ضهرك اوعي تخافي انا جنبك ولآخر نفس فيا هفضل ساندك افتحي عنيك يا جنة
تغلغلت كلماته إلي أعماقها فلامست اوتار قلبها الذي سئم الخۏف و ظلماته التي تطمس بريق الامل بداخلها فحاولت أن تطيعه و أخذت ترفرف برموشها فحاول هو أن يهدئ من سرعة الفرس حتى لا يزداد خۏفها أكثر
بينما هي تجاهد لتقف أمام خۏفها و أخيرا فعلتها و قد كانت و كأن نافذه الي الجنة قد أطلت علي قلبه الذي ود لو يطير بها كي يخبرها أي شئ هي بالنسبة إليه و بالفعل اقترب منها قائلا بخشونة
مش نفسك تطيري بقي
كان الهواء يلفح وجهها بينما يحيط بهم الليل الهادئ و تنير طريقهم نجومه اللامعه فبدا الأمر رائعا و خاصة حين شعرت به يقوم بفك رابطه شعرها الذي كان و كأنه ينتظر إطلاق سراحه ل يرفرف حول وجهها بسعادة لم تكن تتوقع أن تشعر بها و التفتت إليه قائلة بابتسامة تخللتها عبرات غزيرة
نفسي اطير
افردي ايديك و اوعي تخافي
أطلق تنهيدة خشنه من جوفه قبل أن يقول بنبرة خشنة
انا ماسك فيك بإيدي و سناني و افديك بعمرى
اي
متابعة القراءة