_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى

موقع أيام نيوز

الحياة يحدث عبثا فتلك العقبات والعراقيل ما هي إلا اختبارات لقياس مدى قوة العلاقات وهشاشتها فإما أن تجد نفسك في المكان المناسب مع الشخص المناسب الذي حتى في أحلك الأوقات باستطاعته تجاهل كل الحزن والكمد لأجلك  
و حين تأتيه هاربا من أذى الدنيا يكن هو ملجأك الآمن و ركنك الدافئ الذي يعرف كيف يحتوي جزع قلبك و يسكب الطمأنينة بين أوردته أو تجد نفسك غريبا وحيدا في مواجهة ازماتك وخذلانك حين أيقنت بأن ذلك الشخص الذي اخترته يكن سندا في أيامك العجاف كان هشا متخاذلا للحد الذي لا يليق بقلبك و لا يكفى لتكوين علاقة سليمة 
ولإن مرارة ذلك الشعور قاسېة و تخطيها ليس بالأمر الهين فأحسنوا اختيار من يسكن القلب
نورهان العشري 
انت فعلا طلبت من فرح تمشي و تسيب البيت 
هذا كان استفهام أمينة الغاضب حين اقټحمت الغرفة دون أن استئذان ولكنه لم ينتبه سوي لحديثها الذي جعل جميع خلاياه تتحفز و قال بنبرة مستنكرة 
تمشي و تسيب البيت مين قالك كدا 
محدش قالي دخلت الاوضه لقيتها مڼهارة و بتلم هدومها و ماشيه أما سألتها قالت انك قولتلها كدا 
وثب قائما من مكانه و قد غلف الڠضب عينيه و لون تقاسيمه و صدح صوته في أرجاء الغرفة وهو يقول بحدة
ايه التهريج دا 
ما أن خطى خطوتين باتجاه باب الغرفة حتى تسمر بمكانه إثر سماعه صوت
صړاخها الذي اخترق اعماق قلبه الذي كان يسبق خطواته المتلهفة التي حملته إليها بسرعة البرق فقام بدفع باب الغرفة ليتفاجئ بها تقف أمامه بجسد مرتجف و عينين تمطران ألما فهرول إليها يحتضن كتفيها بيديه و بصوت يحمل اللهفة والقلق معا خاطبها 
انت كويسه حصل ايه 
تشابهت رجفة جسدها مع شفتيها حين قالت 
عمو وفيق ماټ !
تحدث بنبرة يشوبها التعاطف 
لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم البقاء لله يا فرح 
تسابقت عبراتها في الانهمار على وجنتيها و قامت 
ب إخفاض رأسها ف شعر بقلبه ينشق إلى نصفين حين رأي الۏجع يهزمها بهذا الشكل فتجاهل كل شئ و نحى خلافهم جانبا حتي أنه صار يهدهدها كطفل صغير الي أن هدأت عواصف الألم بقلبها وافرغت سحبها كل ما تحمله من أوجاع فقام برفع رأسها وهو ينظر إلي عينيها التي لونت خضرتها بدماء الحزن الذي كان اضعافه بقلبه فقام باحتواء وجهها بين يديه وهو يقول بنبرة رقيقة 
وحدي الله يا فرح محدش فينا له في نفسه حاجه 
لم تكن كلمات عاشقه بقدر ما كانت حانيه لامست
أوتار قلبها الذي استعاد ذكرياته المريرة من آلام الفقد و اللوعه التي تجلت ب نبرتها حين قالت 
ونعم بالله 
وهو يقول بحزم 
تعالي 
تركت له نفسها فهو خير من يؤتمن عليها فدلف بها الى الحمام و قام بفتح الصنبور و مد يديه و أخذ يبلل وجهها بأنامل حانيه كانت تخشى عليها من نسمه الهواء 
فقد كان يصب الحنان علي قلبها صبا بالرغم من أنه لم يتحدث ولكن أفعاله كان لها وقع البلسم علي ۏجعها الذي لا يسكنه سوى وجوده 
غيري هدومك و جهزي شنطتك عشان نلحق نحضر الډفنة  
برقت عينيها حين سمعت كلماته التي لا تقبل الجدال فخرج سؤالها مندفعا من بين شفتيها 
انت هتروح تعزي
انكمشت ملامحه تعبيرا عن استنكار لم يتخطي حدود شفتيه بل إنه تخطاه حين قال بخشونة
يلا اجهزي مقدمناش وقت كتير و أنا هخلي الجماعة يجهزوا على ما احجز تذاكر الطيران 
كان هذا آخر ما تفوه به قبل أن
ينخرط في دوامة انشغالاته لكي ينهي الأعمال المتراكمة عليه قبل أن يذهبوا إلى هناك
فلم تره سوى بعد مرور ساعتين حين كانت تستقل الطائرة برفقة أمينة و مروان و سليم و جنة التي كانت حزينة من أجل ذلك الرجل الذي لا زالت تتذكر ملامحه منذ أن رأته وهي تغادر مع أسرتها و التي لا تشبه تلك الصورة المؤلمھ التي رأته بها آخر مرة حين ذهبت إلى مزرعته للعيش بها 
شعرت بيد قوية تطوق كفها برفق فألتفتت لتجد سليم الذي خاطبها بلهجة خافته 
بتراهني عالحصان الخسران علي فكرة 
كانت تعلم المغزى خلف كلماته ولكنها آثرت المراوغة 
ف قالت مدعية عدم الفهم 
تقصد ايه
كان يرى داخلها بوضوح و لكنه قرر مجاراتها حين قال بخشونة
الحصان اللي كنت عايزة تخرجي بيه الصبح ضعيف مش قد كدا لو كنت قولتيلي كنت جبتلك حصان احسن علي الأقل ابقي ضامن أنه ميوقعكيش 
كان لحديثه معان مبطنه تختلف كليا مع ظاهره ولكن لعبته اعجبتها و قررت أن تذهب معه حتي النهايه إذ قالت بخفوت 
اصل انت مكنتش فاضي و محبتش اشغلك بحاجات تافهه 
اشغليني بعد كدا 
قالها آمرا فحاولت قمع إبتسامة أضاءت عينيها في تلك اللحظة
فالتفتت تناظره بخجل تجلي في نبرتها حين قالت 
افرض كان عندك شغل أو
هفضي نفسك حتى لو ورايا ايه مش هيكون اهم منك 
كان تصريحا تاقت إلى سماعه بالرغم من يقينها من أنه لن
يتأخر و لو ثانيه لتلبية ندائها ولكنها كانت تشتاق لسماع ذلك دون أن تخبره ذلك صراحة  
فلونت حمرة جميلة خديها الذي أشتهي تقبيلهم في تلك اللحظة ولكن ليس أمام الجميع هكذا ولهذا أراد مشاكستها قليلا حين قال بنبرة خافته بجانب اذنيها
و على فكرة بقبل الهدايا و بمۏت في الرشاوي 
التفتت تناظره پصدمه تجلت علي محياها بوضوح مما جعله يتراجع إلي الخلف يستند برأسه وهو يحاول قمع ضحكته بصعوبه حين اتاه صوتها المصډوم وهي تقول 
يعني ايه دا 
ضيق عينيه وهو يقول بنبرة متهكمة بينما عينيه ترسلان نظرات عابثه 
يعني مثلا انا بحب كيك البرتقال اوى وياسلام لو كان من ايديك الحلوة دي يبقي كيك بالبرتقال والعسل و تستغليني بقي يعني معلومه كده معلومة كدا هقر علي طول 
أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى غير قادرة على
النظر إلى وجهه فهي تعلم ماذا يقصد و علي الرغم من ذلك فقد كانت لكلماته مفعول السحر على قلبها الذي أخذ يدق پعنف جعل الډماء تتدفق بقوة في سائر جسدها الذي شعر هو برجفته فقام بالتشديد من قبضته الممسكة بكفها وهو يقول بجانب أذنيها 
عدي الجمايل بقى 
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
تقصد ايه 
كانت عينيه تحمل العبث بينما أجابها بنبرة هادئة 
احنا طايرين بقالنا ربع ساعه 
شهقة كادت أن تفلت من بين شفتيها حين وصل إلي عقلها المغزى وراء
حديثه فهذا الماكر أخذ يتلاعب بالكلمات حتى يشغلها عن إقلاع الطائرة الذي تخشاه فتعاظم الحنق بداخلها من مكره فهي تعلم بأنه كان مستمتعا ب ارباكها لذا قالت بجفاء
ياريت تنام احسن  
أطلق تنهيدة قوية من أعماقه وهو يقول بتحسر 
هو طول مانت ورايا هشوف النوم 
بأقدام مرتعشة دلفت إلى الغرفة التي كانت معبأة برائحة المۏت حتى أن جدرانها كانت باهتة تشبه بهوت معالمها التي لونها الذعر فهي بحياتها لم تر شخص فارق الحياة أبدا و كم كانت تخشى رؤية الچثث حتى في العروض السينمائية كانت تدير رأسها و لكن كما يقولون الحب يفعل المستحيل فهي لم تستطيع البقاء في الغرفة و تركه في هذه اللحظات العصيبة و بأمر من قلبها الذي كان له سلطه قويه علي سائر جسدها خطت الي الداخل وحين رأته يجلس منكث الرأس منحني الجزع تبدد كل شعور لديها و حل محله الألم علي رؤيته هكذا و انتحب قلبها تزامنا مع صوت
بكائه المكتوم الذي شعرت به فامتدت يدها تلامس كتفه برقة تجلت في نبرتها حين قالت 
ياسين شد حيلك  
خيط من السکينة بدأ بالتسرب إلى قلبه رويدا رويدا حين سمع صوتها فقام بإرجاع رأسه للخلف فإذا به يتفاجئ بها سندا لوجعه الذي احتضنته ذراعيها و طوقته بكل ما أوتيت من حب تجلي في نبرتها حين قالت
انا عارفه انك ب تتعذب الفراق صعب صعب اوي بس افتكر انه دلوقتي مرتاح مفيش ألم ولا ۏجع  
كلماتها هونت من وجعه قليلا فهي محقه فقد كان يتألم بحق و لا يوجد سبيل للراحة و كانت رؤيته هكذا تؤلم جميع من حوله الآن هو هادئ و ملامحه ساكنه لأول مرة منذ زمن طويل يرى هذا السلام باد على محياه و هذا ما جعل وجعه يسكن قليلا ولكن ألم الفراق قاټل ينخر العظام و يذيبها و خاصة حين يأتيك
بغتة دون أن تكن مستعدا له 
خرج صوته
متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح قعد يبصلي كتير كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب 
محدش يعرف الغيب غير ربنا وانت كنت دايما جنبه مسبتوش أبدا و دا عمره ادعيله بالرحمة 
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال 
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه 
عندي فكرة حلوة ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل 
كانت قريبه منه لا بجسدها فقط بل بقلبها حتي أنه شعر بروحه تعانق روحها في تلك اللحظة فقامت يديه باحتضان يديها و التشديد عليها تعبيرا عن امتنانه ثم قال بنبرة معذبة 
هاتي المصحف بتاعه هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب 
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه
سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان و هدأ لدقائق حين أتمت سورة البقرة من بعدها ناولته الكتاب العزيز ليقول بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم 
يا بابا بقولك اتكلمت معاها وهي رافضه خالص حتي النقاش 
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية 
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح 
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
بابا لآخر مرة هسألك كلامك عن طنط أمينة حقيقي يعني انا بصراحه مش مصدقه حاسه ان في حاجه غلط و لو فعلا احساسي صح ف أتأكد اني مش هساعدك في المخطط الحقېر دا 
صړخ ناجي پغضب 
حتى
تم نسخ الرابط