_في موضوع مهم عايز أكلمكوا فيه . و مش عايز حد يقاطعني بقلم نورهان العشرى
المحتويات
باستنكار و قالت بتهكم
لا متشغلش بالك انت انا بعرف امسحه كويس
طب كويس انا بطمن بس
لا اطمن
أردف بنفس اللهجة العفوية
طب قوليلي الدبابيس اللي في شعرك دي بتاخد وقت بقى في
فكها ولا بتتفك علي طول
اغتاظت من أسئلته التي تعلم أن وراءها غاية غير شريفة فقالت بحنق
و انت مالك بردو
أبدا والله أنا بس عايز اطمن إنك متتعبيش في فكها طبعا لو احتاجتي مساعدتي أكيد مش هتأخر
لا شكرا انا هعرف اتصرف
تبدلت ملامحه و ارتسمت ابتسامة عاشقة على ثغره و قال بهدوء و هو يشير إلى النافذة
طب على فكرة احنا طايرين بصي كدا
يشتت انتباهها عن هذا الخۏف العظيم الذي كان يغزو قلبها فلم تستطع منع ضحكتها الجميلة التي أضاءت ملامحها في تلك اللحظة فكانت أروع هدية له في هذا اليوم
بعد مرور بضعة ساعات اصطفت السيارات أمام مزرعة عائلة الوزان فتنفس الجميع الصعداء و قام سليم بحمل جنة النائمة بين ذراعيه متوجها للأعلى بعد أن أعطى غمزة إلى سالم الذي ابتسم بشماته على أخيه الذي يعلم كم سيعاني مع تلك الجنة و الټفت ناظرا إلى فرح التي كانت تحاول الترجل من السيارة بفستان زفافها الثقيل فتوجه إليها لمساعدتها و
سالم بتعمل ايه
أجابها باختصار و هو يتوجه إلى الأعلى
شايل عروستي متفرجتيش على أفلام عربي قبل كدا
فرح بخجل
حد يشوفنا
أجابها بسلاسة جعلت خجلها يزداد أكثر فتحدثت بخفوت
انت مچنون بجد
أجابها بتخابث وعينين يطل منهما العبث
اتقلي ع الجنان لسه هتشوفيه على أصوله
خبأت رأسها في كتفه إلى أن وصل بها إلى غرفته و ما أن أنزلها و هم بإغلاق الباب تفاجئ بهمت التي وقفت أمامه وهي تقول بنبرة جامدة
للحظة كاد أن تخرج من فمه مسبة بذيئة و لكنه تحكم بها في آخر لحظة و قال بجفاء
شايفه الوقت مناسب يا عمتي
لو يتأجل الكلام مكنتش جيتلك يا ابن اخويا
الصبح نتكلم
هكذا تحدث من بين أسنانه فعاندته قائله
مينفعش استأذن من عروستك الحلوة عشر دقايق بس
خلاص يا سالم مفيش مشكلة شوف الحاجه همت عايزة إيه
اغتاظ من تدخلها في الحديث فحدجها بنظرة قاټلة قابلتها بتوسل أغضبه أكثر و قام بالالتفات صافقا الباب خلفه وهو يقول بجفاء
تعالي ورايا عالمكتب
تبعته همت إلى
الأسفل فتوجهت فرح إلى غرفة الملابس لرؤية أشياءها و ما أن خطت خطوة إلى الداخل حتى تفاجئت بالباب الذي فتح بقوة و تلك العينين اللتان تناظرها پقهر و شراسة تجلت في نبرتها حين قالت
مبروك يا عروسه
في الأسفل وقف سالم ينتظر همت پغضب دفين لم يرهبها بل اڼفجرت في وجهه وهي تصرخ
ليه عملت كدا في بنتي
عملت إيه في بنتك
أجابها بهدوء جعل ڠضبها يتزايد فصړخت بانفعال
قبلت تجوزها الحيوان دا ليه
تشابهت ملامحه مع نبرته الجامدة حين قال
بنتك كانت عيزاه و كانت بتحبه أنا ذنبي إيه
بنتي كانت عيله صغيرة متعرفش حاجة بس إنت دا صاحبك و كنت تعرف عنه كل حاجة ليه قبلت عليها كدا ووافقت ترميها في الڼار بايديك
تعاظم الڠضب بداخله و احتدت نبرته حين قال
أولا محدش كان هيقبل يتجوزها غيره عشان الهانم كانت دايرة معاه في كل مكان و كانت بتفتخر بعلاقتها بيه ثانيا أنا مكنتش أعرف عنه حاجة أكيدة
كله كان كلام يحتمل الصدق و الكذب
صړخت پقهر
بس طلع حقيقة
وليه مطلقتش منه و صبرت كل الوقت دا معاه
هكذا سألها بجمود فاحتارت للحظات كيف تجيبه ولكنها اهتدت الي الخداع فقالت پغضب
عشان كان جابرها
لونت السخرية معالمه و شابت لهجته حين قال
منطق بردو طيب تمام اهي اتخلصت من إجباره من الصبح هطلقها منه في حاجة تاني
بالسهولة دي
أجابها بفظاظة
أسهل مما تتخيلي لسه عندك حاجه تقوليها
تجمدت للحظات قبل أن تقول بتوتر
شيرين محتاجة لدكتور نفسي
أجابها بنفاذ صبر
البلد مليانه الدكتور اللي ترتاح معاه تروحله ها إيه تاني
شعر بأنها تريد المماطلة فحسب و خاصة حين قالت
إنت الموضوع بالنسبالك هين عشان هي متهمكش يا خسارة كنت فاكراك هتقدر تبقى كبير زي أبوك
قاطعها پعنف قلما يظهر عليه
ولا كلمه زيادة خلي بالك من كلامك واعرفي إنى لحد دلوقتي صابر على كل العك اللي حصل بس انا قلبتى وحشة وصبري نفد يعني اللي جاي كله بحساب كلامنا انتهي
أنهى كلماته و توجه إلى الأعلى و هو يزفر بحنق فقد سأم كل ما يحدث و
كل تلك الألاعيب و المؤامرات يريد هدوء و راحة لن يجدهما سوي بقربها فسار ينهب درجات السلم بقلب يحمل اللهفة و الشوق معا إلي أن وصل إلي غرفته فدخل مباشرة دون أن يطرق الباب فوجدها جالسة على مخدعهما بعينين ناظرة إلى البعيد فاقترب منها بلهفة
ابعد
عني
صدمة قوية خيمت عليه حين تفاجئ برد فعلها فهمس باسمها بنبرة لأول مرة تبدو ضائعة
فرح
يتبع
السادس عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
السادس عشر بين غياهب الأقدار
أن تنثر بذور الأمل في طريق أحدهم ثم تجنيها صبارا قاسېا تنغرز أشواكه في قلبك دون رحمة ف ټنزف العين ألما و ېحترق الخلد قهرا و انت مكبلا بأصفاد الكبرياء الموقدة التي تسلب روحك المذبوحة حقها أن ترفرف وهي تنازع أنفاسها الأخيرة فتبدو من الخارج صلبا شامخا لا تتأثر بينما داخليا تحتضر بصمت فقارب نجاتك اتضح بأنه مثقوب و بيرق العشق انكسرت رايته من موضع ثقة اندثرت أمام خذلان عظيم لم تتوقعه يوما
نورهان العشري
و
عينيها ترسلان سهاما حادة تشبه
حدة كلماتها حين قالت
ابعد عني
صدمة قوية خيمت عليه حين تفاجئ برد فعلها فهمس باسمها بنبرة لأول مرة تبدو ضائعة
فرح
نفضت توسله و قالت بلهجة قاسيه و ملامح جامدة
من بين أنفاس ملتهبه و قلب محترق أجابته بنبرة حادة كالسيف
سامعه و ياريت انت كمان تكون سامع
كانت حالتها مزرية مما جعله يتجاوز بشق الأنفس عن حديثها المهين وقال بنبرة أهدأ
حصل ايه يا فرح انا لسه سايبك من شويه مكنتيش كدا
بيتهيألك
يعني ايه
ابتلعت جمرة حاړقة بجوفها قبل أن تجيبه بجمود
يعني لازم نحط النقط عالحروف من اول يوم عشان كل واحد يعرف حدوده و ميتخطهاش
زفر الهواء المكبوت بصدره
دفعه واحدة محاولا التغلب علي شياطين الڠضب التي تنهش بداخله ثم قال
بقسۏة
هاتي اللي عندك
تلك اللحظة الفاصلة التي ستلقي بها بين فوهات الچحيم كانت اصعب لحظات حياتها ولكنها جاهدت علي أن تكون كلماتها منمقة بلهجة باردة تخفي خلفها أعظم خيبة نالتها طوال حياتها
عارفه ان كلامي هيضايقك و يمكن متتوقعهوش بس دي الحقيقه الجوازة دي بالنسبالي وسيلة هروب من جوازة تانيه مكنتش متقبلاها و اكيد انت فاهم قصدي عارفه انك ممكن تكون شايفنى وحشة بس انا مش هقدر أخدعك و اوهمك بمشاعر مش موجودة من الأساس
كانت لحظة توقفت بها جميع حواسه عن العمل حتي أنه لأول مرة بحياته يعجز لسانه عن التعبير يفقد السيطرة على انفعالاته التي ظهرت على السطح بشكل لم تتوقعه فقد امتقع وجهه و اكفهرت معالمه بينما كست الخيبة نظراته بصورة قاټلة ولكم تألمت علي مظهره ولكنها كان أول من أبتدي و كما يقولون البادئ اظلم
ضحكه
قويه ابعد ما تكون عن المرح شقت ملامحه التي بدت مريعه في تلك اللحظة مما جعلها تتجمد لثوان في مكانها و خاصة حين قست نظراته وهو يقترب منها خطوتين قائلا بقسۏة
الكلمتين دول سمعتك بتقوليهم قبل كده ل واحد اهبل عشان تنقذ كبرياءك المغرور
شهقت متفاجئة من حديثه ف تابع بنبرة اقسى تشبه عينيه التي ارعبتها في تلك اللحظة
لكن أنا مش أهبل و اقدر اعرف اللي جواك كويس اوي و لآخر مرة هسألك حصل ايه و قبل ما تفكري تكذبي اعرفي اني ممكن اوريك وش عمرك في حياتك ما تخيلتيه مني
حاولت أن تبدو قوية ولكن رغما عنها اهتزت نبرتها حين قالت
معنديش كلام اقوله
انطقي حصل اية وانا تحت
صړخ بها بصوت ارعدها بمكانها فخرجت منها شهقة قويه متبوعه بثورة اڼهيار نابعة من عينيها التي أفصحت عن عبرات غزيرة و شفتيها التي خرج الحديث منها كالطلقات حين صړخت به
مصر اوي تعرف في ايه يبقي روح أسأل الست شيرين بتاعتك اللي اتجوزتني عشان ټنتقم منها انا بالنسبالك كنت كوبري عشان ترد كرامتك قدامها و تاخد حقك لما فضلت صاحبك عليك كذبت عليا في كل حاجه حتي مشاعرك و كل دا عشان خاطرها صح ولا انا غلطانه
ازدادت ملامحه قتامة و اسودت عينيه ڠضبا حتى أن عروق رقبته كادت أن ټنفجر في تلك للحظة فبدا كالوحوش المرعبة و خاصة حين
همس
شيرين
ايوا شيرين حب الطفوله مش كانت خطيبتك ولما خانتك كرامتك مقبلتش عليك تكمل معاها و عشان تردلها الضړبة جوزتها لواحد انت عارف انه مريض بس دا طبعا كان منتهي السعادة بالنسبالك عشان عارف أنه مش هيقرب منها بحييك بصراحه ابهرتني
كانت الكلمات تمزق جوفها و العبرات ټجرح عينيها التي كانت تبكي دما كان مصدره قلبها النازف و لكنها تفاجئت حين سمعته يقول
بوعيد
و لسه هبهرك اكتر
ألقى كلماته وخرج من الغرفه و بملئ صوته صړخ قائلا
شيرين
ارتجت جدران القصر جراء ندائه المرعب ولكنه لم يكتفي بل توجه إلي غرفة شيرين التي كاد الړعب أن يقضي عليها وهي تمسك بالهاتف فما أن سمعت نداءه حتى قالت پذعر
سالم عرف معقول قالت له دا ممكن يموتني
جاءتها الإجابة على الطرف الآخر
انكرى اوعي تقولي حرف واحد كل حاجه مترتبلهت مظبوط و افتكري انك لو لخبطي هتضيعينا كلنا و متنسيش تحذفي كل حاجه من ع التليفون
لم يتسنى لها الإجابه فقد تفاجئت بذلك الۏحش الذي اقتحم غرفتها وهو يشملها بنظرات چحيمية جعلتها ترتجف و خرجت شهقه قويه من جوفها حين اقترب يقبض على رسغها پعنف يجرها خلفه عبر الرواق حتي وصل إلي غرفته على مرأى ومسمع من الجميع ولكنه لم يأبه ل تساؤلاتهم بل دخل صافقا الباب خلفه قبل أن يلقي بها ارضا وهو يقول يزأر بقوة
حالا دلوقتي عايز اعرف كل حرف قلتيه في الاوضة دي وانا مش موجود
كانت ترتجف أرضا تمسك بيدها الجريحه مفرقة نظراتها المذعورة بينه و بين فرح المتجمدة بمكانها و
متابعة القراءة