رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل(كاملة

موقع أيام نيوز


أعدت كل شيء ووضعت الفطور على مائدة الطعام ونظرت إلى الساعة وجدتها تجاوزت التاسعة فتعجبت من المفترض استيقاظ ياسر منذ ساعة والآن موعد ذهابه إلى العمل شعرت بالقلق وتمنت لو كانت تمتلك الجرأة وتصعد للإطمئنان عليه فلابد أنه متعب منذ ليلة أمس فقد كان يبدو عليه الحزن والإرهاق.
صعدت حتى غرفتها وتناولت دواءها ثم خرجت تتجه بتردد ناحية غرفته وفي النهاية اقتربت من الباب وطرقت الباب بتوتر فجاءها صوته أيوة.. حاضر وبعد لحظات فتح الباب بهدوء وعندما رآها حدثها بثباته المعتاد فيه حاجة يا غصون

ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت له بخجل وردت أنا جهزت الفطار وحضرتك منزلتش عشان شغلك فأنا قلقت بس
أجابها بهدوء تمام أنا نازل حالا
أومأت رأسها ونزلت لتلقي نظرة أخيرة على الطاولة قبل نزوله ولم تمر دقائق إلا هبط هو الآخر ولم يبدل ملابس نومه وملامحه تخبرها أنه لم ينام ليلة أمس.
اتجه إلى الطاولة وجلس بهدوء بينما هي سألته بهدوء وهي تقف بعيدا عنه تحب تشرب إيه 
مد يده وأخذ قطعة خبز ورد عليها دون أن ينظر لها اقعدي افطري ياغصون
ارتبكت فهي لم تعتد على تناول الطعام برفقته فابتلعت ريقها بتوتر وقالت أنا أنا فطرت
رفع بصره لها وقال مفطرتيش ياغصون.. وبعدين بعد كده تقعدي معانا ف كل وجبة
توترت وقالت طب هستني الولاد آكل معاهم
وضع الخبز ونظر لها بإصرار وقال اقعدي ياغصون.. مش عارفين الولاد جاية إمتى
اقتربت وجلست بحرج فنظر لها وقال قولتلك خدي راحتك ياغصون البيت بقى بيتك أنتي مش ضيفة هنا.. وكمان لبسك الحجاب مبقاش له لزوم داخل البيت بلاش تقيدي نفسك ولو لكي أي طلبات خاصة أنا ملزم أجيبهالك وكمان انا هعملك فيزا كارد عشان لو احتجتي أي حاجة والنهاردة هجيبلك موبايل مكان اللي اتاخد منك
ردت بأدب أنا مش محتاجة حاجة وكتر خيرك كفاية أوي أنك مقعدني في بيت يأويني ويحميني من شړ الناس 
رد عليها غصون أنا قولتلك قبل كده إن فضلك عليا وعلى أولادي أكبر بكتير من أن أي حاجة ترد الفضل ده 
ابتسمت بحزن وقالت بإنكسار غريبة أول مرة أشوف جوازة تعتبر رد جميل 
نظر لها بتعجب على نبرة الحزن في صوتها فقد شعر أنها نادمة حزينة على تلك الزيجة فسألها ندمانة يا غصون 
ردت عليه بإندفاع لا أبدا متفهمنيش غلط أنا كفاية على مكسبي إني هفضل جمب يزيد ويزن طول العمر أنا بس مقهورة على زعلك انت ملامحك الحزينة الندم والۏجع اللي في نظرة عينيك شكلك المرهق اللي واضح أنك منمتش من التفكير
ارتبك من حديثها فمد يده وجذب كوب الماء وشرب منه القليل فاستكملت بنبرة حانية أنا آسفة على كلامي بس أنا زعلانة إني السبب في الحالة اللي أنت عليها وإني عاجزة إني أقدر أخفف عنك أي شىء من الحزن اللي أنت شايله لوحدك أنا عارفة إن ده مش من حقي بس أنا فعلا پتألم لعذابك ده وبتمنى إني أقدر أقدم لك حاجة تسعدك
سلط بصره عليها وعلى ملامحها الملائكية فهو كل يوم يكتشف فيها شيئا مميزا عن اليوم الذي يسبقه تنطق قليلا وكلما نطقت أثبتت إنها نادرة الوجود إنسانة تمتلك قلبا من ذهب تشعر بواجبها الدائم تجاه الجميع وتعطي بلا حدود وهي التي تستحق أن يهتم بها الجميع فهي التي عاشت حياتها محرومة تعطي بلا مقابل.
رد عليها بهدوء ولكن صوته كان به دفء شعرت به لأول مرة وهو يقول أنتي قدمتيلي أكبر سعادة ف حياتي أهدتيني أم لولادي بعد ما ظنيت إنهم اتحرموا من أمهم للأبد وكمان ياغصون بلاش تحملي نفسك ذنب مش ذنبك القدر اتكتب لنا باللي إحنا فيه حاليا وأنا متيقن إن ده خير من ربنا وأكبر خير كمان أنتي وجودك مكسب في حياة أي حد
نظرت له بحزن فكلامه لم يسعدها لأنها تتألم على حاله قلبها الذي عشقه يتمنى أن ينتشل كل الحزن الذي بداخله يتمنى أن يحوله إلى سعادة ولكنها عاجزة عن ذلك لذا سألته وأنت 
تنهد بعمق ورد عليها بتفهم قائلا أنا!!!.. أنا عشت أيام صعبة أوي ياغصون من الصعب إني اتخطاها دخلت حياتي إنسانة جميلة كلها طاقة وحيوية اتعرفت عليها وحبيتها كنت إنسان هادي بطبيعتي وعملي جدا بس معاها كنت إنسان تاني محب للحياة اتجوزتها وعشت معاها أجمل أيام حياتي وبعد جوازنا بسنة اتولد يزيد ونور حياتنا وبعدها بسنتين جه يزن كان عندي شوية مشاكل في طفولتي حاولت اتجنب أن ولادي يعيشوها وفعلا كنا أسرة سعيدة بوجودها معانا.. البيت كان كله بهجة وحب وأنا كنت بحاول أخلص شغلي بسرعة عشان ارجع أقضي أكبر وقت معاها ومع الولاد وفعلا كانت سعادتي مقتصرة عليهم وبعد فترة ماټت والدتها وأخوها ف حاډثة ودول كانوا عيلتها وهي للأسف مقدرتش تتخطى ده دخلت ف حالة إكتئاب حاد لمدة شهور طويلة وأنا كنت معاها
 

تم نسخ الرابط