نوفيلا وصمات بالجمله بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز


بيرن يا جنة 
ردت جنة بنبرة ملجلجة وهي تمد يدها لتلتقط الهاتف منها
تسلميلي يا ماما تعبتك 
تعبك راحة يا حبيبتي انا همشي بقا عشان ألحق أحضر الغدا وكده 
قالتها والدته وهي تعدل من حجابها في استعداد لتقول جنة يتبعها عمار
ليه بس يا ماما ما انتي قاعده! 
فهزت رأسها نافية
لا يادوبي بقا امشي وكمان انا كنت جايه اجيب لجنة السمبوسة عشان قالتلي نفسها فيها فقولت اجبلها تاكلها معايا 

اقتربت منها جنة لټحتضنها بامتنان حقيقي دون أن تنطق بحرف ولكنها كانت في حاجة ماسة لأي شيء اي شيء ولو صغير يسقط على چراحها النازفة كالبلسم عله يخفف من ألمها قليلا 
ليتنحنج عمار بعدها متابعا
تمام يا أمي يلا هوصلك 
فهزت رأسها نافية لتخبره
لا يا حبيبي تسلم ده الشارع جمب الشارع اقعد انت اتغدى مع مراتك ربنا يهدي سركوا ويسعدكم 
وبالفعل خلال دقائق كانت والدته قد غادرت المكان فنظر عمار لجنة تلك النظرة الجافة الغاضبة التي تشعرها أنه تبدل أنه ليس عمار زوجها وحبيبها ابدا ليصرح بنفس الجفاف
هادخل اخد دش ياريت أخرج ملاقيكيش!
ثم استدار ليتوجه للمرحاض دون أن يعطيها فرصة الرد وهي لم يكن لديها ما تقوله اصلا بل تحركت كالصنم مسلوب الروح لتأخذ ملابسها ثم غادرت المنزل في نفس الصمت 
وصلت جنة منزل أهلها طرقت الباب طرقات خاڤتة بطيئة ليفتح لها والدها الباب بابتسامة بشوشة سرعان ما تحولت لعبوس وقد إنكمشت ملامحه في استنكار وهو يلمح حقيبة الملابس الكبيرة في يدها ليسألها
مالك يا جنة إيه اللي حصل 

مفيش يا بابا حصلت مشكلة بيني وبين عمار وسبت البيت 
فعقد والدها ما بين عيناه بعدم فهم
ومن امتى لما بتحصل مشكلة بينك وبين عمار بتسيبي البيت 
اهو اللي حصل بقا يا بابا 
فأعاد والدها وجهها أمامه واستطرد في إصرار
لأ انا مش مطمن شكل المشكلة دي كبيرة انتي مش شايفة وشك عامل ازاي شكلك معيطه لما قايله يا بس! 
وبعد فترة ليست بكبيرة رفعت عيناها المنتفخة من البكاء تسأله مفكرة وكأنها استدركت للتو عدم وجود والدتها
امال فين ماما مش شيفاها
فرد والدها بهدوء
عند ام نوال جارتنا ما انتي عرفاها بتحب تقعد ترغي معاها بالساعتين 
اومأت جنة برأسها دون رد ليداعب والدها أحمد وجنتاها بحنان أبوي ويردف متسائلا
برضة مش هاتهربي مني هاا احكيلي اتخانقتي مع عمار ليه 
لم تجد مفر من نسج خيوط حكاية من الخيال اضطرت للجوء لها فابتلعت ريقها وقالت
مفيش يا بابا سبب خناقة عادية عشان طلعت البلكونه بشعري وجارنا هو بيقول إنه مش كويس وكان واقف وشافني واتخانقنا وكلمة مني على كلمة منه سبت البيت ومشيت 
فسألها متعجبا
وعمار سابك تمشي غريبة يعني 
لتهز هي رأسها نافية تحاول إقناعه
لأ منا نزلت بعد ما هو نزل 
اومأ والدها برأسه وهو يستمع لها ثم سألها مستنكرا بلطف وكأنه يحادث طفلة
طب وهو أي واحدة تتخانق مع جوزها تسيبله البيت وتمشي اټخانقتوا يبقى الخناقة تفضل جوا بيتكم مش براه تخاصميه تبعدي اخرك اوضة الاطفال مش برا عتبة الباب 
ابتلعت ريقها بتوتر ثم هتفت بصوت مبحوح من البكاء
ما انتوا كنتوا واحشني كمان فبصراحة اتلككت عشان اجي اشوفكم 
حينها تبسم والدها قائلا برفق
ماشي يا شقية بتعرفي تضحكي
عليا بالكلام بس بقولك إيه معندناش
بنات تبات برا
 

تم نسخ الرابط