نوفيلا وصمات بالجمله بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز


تسمح لتلك الفجوة أن تزداد أكثر بينهما 
دخل عمار من باب المنزل ليلقي التحية بصوت رخيم هادئ وهو يرميها بنظرة عابرة وكأنه يمر من شارع وليس زوج يرى زوجته بعد يوم طويل شاق من العمل
السلام عليكم عامله إيه يا جنة 
اومأت برأسها في هدوء وأجابت
كويسة الحمدلله 
اومأ عمار برأسه وكما توقعت أردف بهدوء معلنا إنسحابه

أنا هدخل اخد دش وأنام عشان تعبان 
فأوقفته جنة تسأله بأمل طفيف قټله اجابته
طب مش هتتعشى معايا أنا مستنياك نتعشى سوا 

معلش فعلا مرهق وأكلت في الشغل إتعشي انتي اوعي تنامي من غير عشا 
ثم استدار وكاد يغادر متوجها لغرفة الأطفال ولكنها أوقفته مسرعة تنادي بأسمه ليلتفت لها فوقفت أمامه مباشرة مسبلة أهدابها تسأله بحروف مرتعشة وكأنها ستعود لملجأها الوحيد ألا وهو البكاء 
هو أنت مش مصدقني يا عمار 
ليهز رأسه نافيا وراح يقول في صدق
لأ مصدق يا جنة مين قال كده 
ليتنهد عمار بعمق ثم رفع إبهامه يمسح ببطء ورقة الدمعة التي فرت هاربة من عيناها 
أنا مش بعاقبك على حاجة يا جنتي أنا عارف إنك ملكيش ذنب ولسه عايزك ومش عايز ست غيرك في حياتي 
ثم ابتعد عنها قليلا يزفر بصوت مسموع كان علامة على كتمانه لأكثر مما يخرج من بين شفتاه ثم أغمض عينيه بقوة وهمس بقلة حيلة
بس مش قادر أتخطى الحاجز النفسي اللي بينا بحاول بس مش قادر صعب اديني فرصة أفوق وأقدر ابدأ معاكي من جديد 
حاضر بس عشان خاطري متقساش عليا كتير وأفتكر إني مليش ذنب وإني اتوجعت ومازلت
بتوجع أضعافك أنت على طول كنت الحيطه اللي بتسند عليها وقت ۏجعي بلاش تكسرني يا عمار 
اوعدك هحاول عشانا ! 
بعد مرور أسبوعان 
كان عمار متيقنا أنه لن يزيل تلك الهالة الشائبة عن حياتهم إلا بعد أن يأخذ إنتقامه من ذلك اللعېن فكان طوال الأيام السابقة يسعى ويجمع الأموال بكل الطرق حتى يستطع السفر لخارج البلد لذاك
الملعۏن ليأخذ بثأره منه 
كان يتحدث في الهاتف مع احد الاصدقاء الذي يعمل في امور السفر وما شابه ذلك فقال بنبرة
منفعلة
أنا مش هستنى اسبوعين تاني يا عز حاول تتصرف وتشوفلي اقرب سفينة طالعة للسعودية وتحجزلي فيها الموضوع مهم وضروري بالنسبالي 
فأتاه صوت الأخر متنهدا بقوة وهو يقول
أنت عارف إني بحاول بس صعب يا عمار بس صدقني هحاول أتصرفلك 
تمام شوف ورد عليا 
حاضر يا عمار سلام 
مع السلامة 
أغلق عمار الهاتف وهو يزفر بقوة ممررا أصابعه بين خصلاته پعنف ليجد فجأة جنة تفتح باب الغرفة وتدلف بملامح متجمدة مصډومة فسألها عمار متوجسا
في إيه يا جنة مالك 
ماما إتصلت بيا دلوقتي بتقولي إن إيهاب كان راكب أتوبيس وإتقلب بيه وماټ مټشوه!
فصدم عمار هو الآخر لا يصدق اذناه كان يسعى ويسعى في طريق الإنتقام من ذلك الحقېر ولكن فجأة تدخلت رغبة القدر لتسدل الستار وتعلن نهاية ذلك الطريق !
في منزل لمياء شقيقة جنة 
كان الجميع متجمعين في ذلك المنزل بطبيعة الحال عند حدوث حالة ۏفاة ولمياء تبكي بإنهيار حتى وإن كان إيهاب شخصية اكتشفت أنها لم تكن
اديله فرصة يمكن يتغير متخربيش بيتك حاولي تستحمليه وتغيريه عشان عيالك 
فهو يظل والد
ابناءها وماټ مېتة جعلت الشفقة تستوطن
 

تم نسخ الرابط