بقلم فاطيما يوسف
من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف
المحتويات
عليه عيشته أبدا .
قطب سلمان جبينه وتحدث باستجواد
_ يبقى تتجوزها أنت ومتسيبش الغريب يدخل في أرضكم وياخد عرضكم ولا ايه ومعروفة من زمان أرملة الأخ لأخوه التاني .
احتار سلطان في ذاك الأمر الذي لم يحسب له حسبان في يوم من الأيام منذ أن ماټ أخيه وتركها تعيش مع ابنه ولكنه ترك مكانه الذي تربى فيه لأجل أنه لا يصح أن يعيش معها في مكان وحدهم حتى لو كانت محرمة عليه
ولم يكن يتوقع أن يحدثه أحدا في أمرها ولم تأتي بباله يوما ولكن كلام صاحبه عنها شغل باله فلاحظ سلمان أنه تأثر بكلامه فطرق على الحديد وهو ساخن
دي البنتة زينة ومش عفشة علشان تقعد تفكر كتييير .
تحدث سلطان وهو يتمسك بعصاه ويبدو عليه علامات الحيرة
_ لع مش احكاية عفشة ولا أني بطلع لها حتى في اي وقت بس الحكاية ولادي مهيوفقوش وزينب كماني ممكن يجرى لها حاجة لو سمعت عنيه الحوار ده وكمان هي ممكن متوافقش إياك .
_ وه مهتوافقش على الحاج سلطان المهدى بحد ذاته ! كلام ايه اللي بتقوله ده عاد !
هي تطول تبقي جوزها دي هتوافق وهطير من الفرحة كمان قال متوافقش عاد !
ضحك سلطان على حديث سلمان وأردف
_ وه كانك مغسل وضامن جنة ياحاج إنت عارف الموضوع ده لو انفتح هنبقي بنفتحوا طاقة جهنم ومهتتسدش غير لما تحرقنا كلياتنا .
_ كانك انت اللى مكبر الموضوع شوي ومانتاش واعي لعوايدنا وتقاليدنا اللى معروفة في الصعيد وبعدين زينب سيبها على مرتي اني هخليها تهديها لو شعللتها اطمن من ناحيتها انت اما ولادك هما حد فيهم يقدر يعترض قرارك ويقف قصادك ويوافق ويرفض دول العيال متربين زين وطول عمرهم ليك سمع وطاعة قلب بس انت الموضوع في راسك وإنت هتلاقي ان كل كلمة قلتها لك في محلها .
_ خلاص هشوفه الموضوع ده بس متتعجلنيش أني هفكر فيه براحتي بس الأول أطمن على عمران وأفرح بيه وبعدين يخلق في قضاه ألف رحمة واللي رايده ربنا هو اللى هيصير .
في المشفى يجلس عمران مع محمد يتحدثون في مواضيع شتى فسأله عمران
_ هي الدكتورة سكون اللى اتكلمنا عنيها المرة اللي فاتت مرتبطة.
_ لاااا مش مصدق وداني اياك بقي عمران بذات نفسيه بيسأل عن واحدة ست !
ياجدع قول كلام غير ده !
تأفف عمران من كلامه وهتف بضجر
_ ماتخلص ياعم الطبيب عاد وبطل مقلتة ولت فاضي ملهش عازة.
استمتع محمد بطريقته المتعجلة وأحس بطفيف من الأمل من أجل صديقه وأجابه بإبانة
_ هدي خلقك واصل لع مش مرتبطة وممكن أجيب لك قرارها من يوم ماتولدت لحد دلوك بس اديني الإشارة بس وأني أعمل لك نفسي المحقق كونان بس قبل أي شيء عايز أعرف بتسأل ليه
حمحم بصوت خفيض كي يستدعي الهدوء والثبات النفسي ثم أجابه
_ لما حصل الموقف تبعها المرة اللى فاتت وأني خارج كنت عايز أطمن عليها معرفشي ساعتها حسيت تجاهها إحساس غريب مكنتش عايز أسيبها وأمشي كنت عايز أفضل مطلع جوة عيونها ومهملهاش ولا أبعد عنيها ولما روحت كل شوي تاجي على بالي وألاقيني بفكر في كلامها البسيط اللي سمعته منيها وكله كوم ونظرة عيونها فيها حاجة غريبة حسيت منها كانها عارفاني من زمان أو فرحانة لشوفتي وهي من الاساس متعرفنيش داي نطقت اسمي وهي غميانة وداي كانت أول مرة
أشوفها .
كان محمد منتبها بكل تركيزه مع كلامه. وتعجب بشدة من إحساس عمران وهتف بنبرة مندهشة
_ وه كل داي أحاسيس حسيت بيها من مجرد خمس دقايق وقفتهم وياها ولا لمعة عنيك وإنت بتتحدت عنيها دي لوحديها بتحكي حكاوي ياصاحبي
ثم أخذ الكرسي وأداره وجلس مستندا على مسنده بكلتا يداه مرددا بتركيز
_ أني عايز أعرف وأفهم كل حاجة وأعرف احساسك ده بيمثلك ايه وحالتك الأسبوع ده كلياته وتفكيرك كان عامل ازاي وخلي بالك كل كلمة هتقولها هتفيدك في حالتك المحيرة دي اللى ملقينش ليها حل واصل.
تنهد عمران بأحاسيس مختلفة تارة بارتياح لدخول تلك السكون مداخل قلبه وتارة بتعب شديد لدخولها ذاته في توقيت لايصح بالنسبة لحالته وتارة أخرى لعقله وقلبه حينما فكروا بها طيلة الأسبوع وتناوبوا عليه كي تكون جزءا من يومه
ثم نطق بروح منهكة
_ لما شفتها واتحدت وياها كاني كنت في القپر وحاسس بضلامه ولما تاجي على بالي أحس بشعاع النور دخل عليا وأحس بنبض قلبي الموجوع على حال صاحبه بيتوحع أكتر ونفس اللحظة أحس إني عايز أروح لها وأتكلم وياها وأتوه في تفاصيل ملامحها أكتر بس خاېف أظلمها معاي وأنا طريقي صعيب عليا ومعرفش فيه حل واصل ياصاحبي.
ربت صديقه على كتفيه وأردف مشجعا له
_ جمييييل جدا ياعمران احساسك ده إنت قلبك بدأ ينبض بالحب والعشق وطالما إكده اخلق من ضلمة القپر نور ده ربنا سبحانه وتعالى نوره لنا بالقرآن وإنت كمان سيب نفسك وسيب نور العشق يحتل قلبك وانسي اللى إنت حاسس بيه واخلق من ضلع الۏجع غرام يمكن لما العشق يزور قلبك ينسيك إحساسك وحالك وتشفى ياصاحبي من الوهم اللى إنت عايش فيه .
أخذ عمران نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وأردف بحيرة
_ طيب إن مشيت ورا قلبي وحبيتها واتجوزتها وبعدين دخلت الچحيم اللى أنا عايش فيها ايه هيوبقي موقفي ساعتها عاد !
صدقني وقتها هبقى بندب ح بسك ينة تلمة وبد بح ها وياي والله أعلم ساعتها هتتحمل عاد ولا مش هتتحمل
بنبرة قوية ومشجعة أجابه محمد
_ لع ربك خلاف الظنون وبيخلق في قضاه ألف رحمة وصدقني الدكتورة بنت أصول ومتربية والعيبة متطلعش منيها واصل هي معانا في المستشفى بقالها سنتين ومعاملتها زينة ومشفناش منيها الغلط ولا لاحظنا عليها الكبر أبدا ولعلمك هى شبهك وشبه طباعك خالص ياعمران .
انتبه عمران بكامل حواسه وأردف مستفسرا
_ كيف يعنى طباعها شبه طباعي
أجابه بتوضيح
_ ملتزمة دينيا ومبتسمحش لحد يقرب منيها ولا بتهزر مع أي حد وجد في شغلها وبتحبه جدا وبتأديه زي ماقال الكتاب وبتعامل المرضى كيف مايكونوا من أهلها وبتساعدهم معنويا وبتحفزهم على الشفا وغير إكده معاملتها كيف السيف مع أي دكتور إهنه ومش من النوع اللى بيخضعوا بالقول ولو حتى للمدير ذات نفسه وإنت بردك ملتزم وتعرف ربنا وبار بوالدك ووالدتك وفوق ده كلياته راجل بمعنى الكلمة ياعمران علشان إكده ربنا هيخرجك من صراعك على خير لأنك بتثق في ربنا ومسلم له أمرك وعمرك ماعترضت على حكمته في اللى بلاك بيه.
ابتسم عمران ابتسامة أمل مما سمعه وقرر أن يخوض المعركة ويترك لقلبه العنان ينبض بعشقها فهو محتاجا لها ومحتاجا لوجودها في حياته فلم يكن يشغله أيا منهن قبل ذلك ولكن عندما وقعت عيناه في عيناها أول مرة أحس بأنه انسحب إلي عالمها ذلك العالم الذي افتقده كثيرا وأحس بالحنين إليه مرات ومرات فتحدث منتويا على الدخول لعالم السكون قائلا
_ أها تمام هتوكل على الله بس مش عارف أبدأ وياها منين
خاېف أدخل لها غلط تفتكرني من إياهم وألاقي منها صد يقفلني من أولها .
قوس محمد فمه بانزعاج وهتف باستنكار
_ وه كيف عمران المهدي يقول إكده عاد ! ده إنت مجرد وقوفك قدامها بس يسحب أنفاسها متقلقش خش بقلب جامد وصدر مفتوح وبعدين إنت ناوي الحلال ياصاحبي ومنتاش من إياهم اللى بيلعبوا بعقول البنات وبعدين يسيبوهم ويخلعوا انزل وروح قصادها وإنت هتلاقي الكلام حضر والأسباب اتوجدت وكلمة بتجر كلمة مبتسمعش واصل عن حديث المحبين كيف بيبتدي !
من نظرة وابتسامة وكلمة والسلامة وحاجات كتيرة ياما هلحنها لك عاد بقي .
قهقهه عمران حتى أدمعت عيناه من طريقته في الكلام وأردف وهو يحمل مفاتيحه كي يهبط إلى الأسفل ويبدأ أولى مراحل الوصول لعالم السكون
_ كانك ملحنتهاش لسه روح ياشيخ إلهي ربنا يرزقك باللي توقع قلبك وتشحتفه كمان .
ضحك هو الأخر وتحدث وهو يمسك بتلابيب حلته الطبية
_ لع هو أني شبهك إكده أني خلاص وقعت وعيني سهمت على حبيبها ومش بس إكده ده أني خطيت أول خطوة كمان .
رفع عمران حاجبه باندهاش
_ كيف إكده ومن وراي ياخاين ! انطق مين دي بسرعة .
مط محمد شفتيه وأجابه بمرواغة
_ بعدين هحكي لك امشي بقي علشان ورايا مكالمة مهمة مع حد قريب لقلبي .
اتسعت مقلتي عمران وهتف بنبرة مندهشة
_ وكمان أخدت رقمها وبقيت تكلمها ! أه منك مطلعتش سهل واصل وعامل نفسك غلبان ولا ليك في الطور ولا الطحين .
وتابع كلماته وهو يخرج من الباب منتويا المغادرة
_ أني ماشي علشان هشوف هعمل إيه وبعدين نشوفوا الموضوع ده يامكار إنت.
ألقى كلماته وتركه يبتسم عليه وهبط للأسفل يفكر في حيلة يبدأ بها في الحديث مع سكون وفي لحظة تذكر شيئا ما جعله يهرول بأقدامه كي يصل إليها
وجدها تتناول قهوتها في هدوء يشبهها وقف يتابعها ويراقب حركتها من بعيد رآها تقترب بأنفها وټشتم رائحة القهوة بتناغم وانسجام وهي تحتضن ذاك الكوب بين كفاي يداها الصغيرتين كم أثرته تلك الحركة وجعلته يتمني لو كانت كفاها بين كفاي يداه ويشعرها بالدفء الذي تشعر به من قهوتها
كان ينظر إليها بشغف كى يرى علامات وجهها ويفسرها وحدث حاله بانتشاء
_ جميلة أنتي تلك السكون فبسمتك تعطي املا لفاقده وهدوئك راقي
أتوه في ملامحك كي أكتشف ماورائها وأفسر معالمها فالبسمة تعطيكي بهجة وتعطيني راحة والنظرة البريئة تزين وجهك وتعطيني حافز كى أتقدم والهدوء النفسي والهالة التى تحيطين بها حالك ككل تحدثني قائلة تقدم عمران واذهب إليها فهى تشبهك وأنت في احتياجها هي فقط
ليس غيرها ففيكي سأختصر كل نساء العالم سكون وأجعلك بهم كلهم
ساقته قدماه إليها ثم ألقى السلام عليها وهي تعطيه ظهرها
_ السلام عليكم ورحمه الله هي القهوة طعمها يشهى للدرجة دي يادكتورة
قبل أن تراه وتعرف من المتحدث انطلق لسانها ڠصبا عنها
_ عمران ! احمم أقصد وعليكم السلام ورحمه الله
قالت سلامها وهي تدير وجهها إليه وتابعت بخجل لتسرعها
_ لع بس دي خصلة فيا بحب أشم ريحة القهوة أصل ريحتها بالنسبة لي عاملة شكل الإدمان تلقائي إكده بعمل الحركة دي .
أماء بوجهه باستحسان وأردف
_ ميعملش الحركة داي إلا كائن
متابعة القراءة