بقلم فاطيما يوسف
من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف
المحتويات
يراسلها يوميا كي يطمئن عليها ولكنها تدللت عليه ولم تجيبه إلا بضع مرات
لاحظت مها شرودها وأنها لم تجيبها فسألتها
_ وه مالك إنتي كمان يا شبر ونص سرحانة في ايه ومهترديش علي وبكلم حالي !
انتبهت من شرودها على استنكار مها لها وهي تردد
_ ها بتقولي ايه مسمعتش كنت سرحانة شوي .
مطت مها شفتيها بامتعاض وتسائلت بفضول
ده انتي الوحيدة فينا اللي سنجل وفي حالتك داي السنجلة جنتلة ومعندكيش حاجة شاغلة دماغك بيها ولا راجل يمغص عليكي عيشتك .
تأففت مكة من كلامها
_ لا ده إنتي قاعدة تقري علي بقي مش ناقصة يا أم الزين والله ده أني لساتي
خارجة من عملية ومأثرة علي منقصاشي هموم كمان .
ضحكن على طريقتها وظلوا يتحدثون بمرح وفرح إلى أن استمعوا إلى أصوات الزغاريد تملأ المكان تعلن عن وصول عمران وأهله مما جعل سكون تشعر ببعض المشاعر المتداخلة من خجل يصحبه اضطراب يصحبهما سعادة وبدأت تفرك يداها من شدة توترها ثم استدارت بجسدها الى شقيقتها قائلة
هنا تحدثت مكة مشجعة إياها
_ عنديكي حق مينفعش تخرجي اكده وكمان الزمن دلوك مش مضمون والمحاميل مخلتش
فضايح وصور ستات عرايا من أصحاب نفوس مريضة إلا وعمليتها فاستري نفسك وخليكي في الأمان أحسن .
_ وه كلام إيه ده يامخبلة إنتي ! دول كل اللي برة نسوان أخوالك ومرت عمنا الوحيد اللي جاية من السفر خصوصي علشان تطلع للقمر وخوات عمران والستات جيراننا اللي بيدخلوا علينا عادي وحماتها وخوات جوزها مفيش حد يستجرى يعمل اكده.
ثم وجهت أنظارها إلى سكون وأكملت بتشجيع
ثم ربتت على ظهرها بحنو واسترسلت بطمئنة لها
_ هدي أعصابك وفكي التوتر والخجل ده ياسكون وافرحي بليلتك في بيت أبوكي ومتضيعيش فرحتك الأيام الجميلة داي مش هتتنسي وهتفضلي طول عمرك تتمني الزمان يرجع بيكي تاني وتعيشي اليوم ده كله بتفاصيله.
فأمسكت هاتفها وكتبت
_ حبيبي إنت جيت برة أكيد في حاجة عايزة أخد رأيك فيها أنى لبست الدريس اللي ورته لك قبل اكده الأحمر اللي اشتريناه سوا وهخرج أقضي بيه الحنة بس حاسة إني مكسوفة وأني خارجة بيه ايه رأيك أخرج عادي ولا ألبس عليه حاجة تداريه وحجاب بسيط .
ثم شدت رحمة حجابها من على رأسها قائلة
_ شيلي الطرحة ياعروسة كلنا بنات وستات اهنه وبعدين شيلي الكاريدجان ده كماني محدش غريب بيناتنا ليه مقفلة على حالك اكده شيلي ياعروسة شيلي .
مع أصوات التهليل والتصفيق اندمجت معها وخلعت حجابها وسترتها وما إن انكشفت حتى فتحت أفواههم جميعا مكبرين من جمالها ورشاقتها التى كانت تخبئها حول الملابس الفضفاضة وبدأت تعيش أجواء فرحتها بسعادة أما زينب وماجدة كن يكبرن في سرهن على جمالها خوفا عليها من العين والحسد فهي عروسة العمران حلم فتيات كثيرة حولهن ثم استمعوا الى صوت موسيقى المزمار البلدي مما جعل رحمة ومها يطوقون خصرها بذاك الحجاب وأصروا عليها أن ترقص وحدها وتفرح
فاستجابت لطلبهن وبدأت تتمايل بخفة ورشاقة جعلت الجميع ينتبه معها ومع رقصتها
أما في الخارج كان الرجال ملتفين حول عمران يتراقصون بالعصا ولكنه شعر بأن يريد أن يرتاح فمنذ أن أتى وهو لم يجلس على قدماه وما إن جلس حتى أخرج الهاتف من جيبه كي يرى الساعة فهو متلهف لانتهاء تلك الليلة كي يتنعم برؤية طبيبة قلبه وأيامه
ولكنه رأى رسالتها ففتحها وقرأ محتواها ثم قام من مكانه مستئذنا أبيه بأنه سيذهب إلى الحمام دقائق قليلة ويعود
ذهب بأقدام مسرعة إلى مكان تواجد النساء واقت نصت عيناه تلك الساحرة وهي تتمايل على أنغام المزمار بحرفية اندهش لها وعيناه اقت نصت أيضا أعين النساء التى اخت رقت جسدها الذي يصول ويجول المكان بخفة كالفراشة وهواتف بعضهن التى تصور رقصتها فلم يتحمل ذاك الموقف وض رب بجميع العادات والتقاليد عرض الحائط وجرى إليها مسرعا جعلهم جميعهن ينظرن إليه مندهشين من تعبيرات الغض ب على وجهه في تلك الليلة ثم خلع عبائته ووضعها عليها بحدة وكأنها كانت ترقص في ملهى ليلي وليس بين أهلها مما جعلها ترتعب من هيئته ونظراته الجامدة لها والقابع بين أضلعها بات يدق بدقات الخ وف
وقبل أن يتحدث هتفت والدته باستنكار لما فعله
_ ايه ياولدي الډخلة الغريبة داي في ايه حوصل لمنظرك ده
أحس بأعينهن جميعا ترتكز عليهم فحاول مدارة الموقف لئلا يخجلها أمامهم ولكنها فهمت معنى نظراته لها وهو يلبسها العبائة
ثم أجاب والدته وهو يمسك يداي سكون وبدأ يتراقص معها على أنغام المزمار مطمئنا والدته
_ له مفيش يا حاجة كنت جاي أرقص ويا عروستي وحبيت أشوفها بترقص بالعباية والعصا بتاعتي فرحان بيها يا أم العمران .
ربتت والدته على ظهره وابتسمت له وهي تشجعهم ووقفت بجارهم تتمايل بخفة نظرا لجسدها الهزيل وبدأوا برقصتهم والجميع فرحين بهم
ثم تركوهم وحدهم فبدأ يقترب منها وعندما وصل إلى جانب أذنها همس لها بعيناي تبتسم للجميع كي لايلحظوا
_ ده إنتي ساعتك مهببة بهباب مطين على راسك النهاردة وبإذن الله يومك هيختم النهاردة ياسكون .
ابتلعت ريقها بهلع من تهديده وبان الخۏف على معالمها ولكنه جذبها إليه بخفة وهو يحذرها ومازال مبتسما
_ متقلبيش وشك ومتخليش الحريم ياخدوا بالهم من رعبك ده واتقلي اكده على رزقك لما الليلة داي تخلص وهتشوفي وش عمران على حق علشان تبقي ترقصي حلو قووي دي قدام الحريم .
رسمت ابتسامة باهتة على وجهها وتمتمت في أذناه وهي تتمايل معه بحركات بطيئة لأن جسدها شعر بالخ وف من كلماته وأصبح مهزوزا
_ ماهووو أصللل هما قالوا لي اننا ستات وان ده عادي وهما اللي شدوني أرقص .
قبض على معصمها بقوة ألمتها ولكنها كتمت ألمها وهي تغمض عيناها ولكن الجميع فسر ذلك على أنهما اندمجن في رقصتهم ثم هدر في أذنها بصوت خفيض
_ وانتي عقلك فين شلتيه وحطيتي مكانه ملوخية علشان تمشي وراهم وتعملي اللي هيقولو لك عليه !
بنبرة يملؤها الوج ع تحدثت
_ على فكرة إنت ۏجع تني بيدك اللي قرصت بيها على دراعي قووي .
اهتز فكه بابتسامة ساخرة
_ إنتي لسه شفتي وج
ع ده لما المولد دي يخلص هخليها لك ليلة غميق ياداكتورة.
مازالت على رع بها فهي لم تتوقع طريقته تلك ولا غضبه ولكنها استدعت بعض القوة وهتفت
_ ايه هتض ربني ياعمران ولا ايه !
مش هسمح لك على فكرة وبعدين مينفعش تستخدم وياي أسلوب الټهديد وتخوفني منيك بالطريقة داي اكده الحوار مينفعش بيناتنا .
لاحظ أن عبائته غير محكمة عليها فرفعها على كتفيها وهو يهمس لها بنفس طريقته ويض رب بكلامها عرض الحائط
_ هو كل العقاپ اللي الراجل بيعاقبه للست في نظرك يبقى ض رب وإهانة !
لااا يا حبيبي مع عمران كل شئ يختلف وبعدين مش أني الراجل اللي يمد يده على مرته مهما حوصل مش عربجي أني علشان أبقى بالھمجية داي
لاحظ زيغ عيناها وارتجاف داخلها فأكمل بتحذير
_ أني هخرج للرجالة دلوك وبقول لك كفاية رقص ومسخرة لحد دلوك واقعدي بقي كيف البرنسيسة اكده لحد مالموال ده يخلص وأرجع لك .
قبل أن يغادر ثبت العبائة على كتفيها بنظرات تحذيريه فهمت معناها أن لا تخلعها مهما تحايلوا عليها ومن نظرته تلك أمسكتها جيدا وهي تداري بها جسدها مما جعل داخله ينفرج سرورا من فعلتها تلك الذي رآها وهو يلتفت إليها قبل أن يخرج
جلست مكانها تصفق بملامح باهتة فجائت رحمة تردد لها باستنكار
_ وه مالك عاملة اكده ليه وبوزك قلب شبرين ووشك أحمر على الاخر
واسترسلت حديثها وهي تستنتج شيئا ما جعلها تبتسم نصف ابتسامة
_ تكونيش خجلانة لما خوي جه ورقص وياكي ولبسك عبايته ومسكك عصايته !
طيب تصدقي عنديكي حق تخجلي ماهو عمران خوي مكشوف قوووي في عشقه ليكي وعينه ڤاضحاه وداي حاجة جديدة على راجل صعيدي أصل لازمن الراجل الصعيدي يبقى حمش اكده وميبينش حبه ولا عينه تفضحه بالعشق لمرة واصل .
حركت رأسها برفض قاطع
_ اسكتتتتتتي اسكتتتتتي إنتي السبب ياريتني ماقمت من مكاني ولا سمعت كلامك ياست رحمة ليلة حنتي انقلبت طين بسببك .
ض ربت رحمة على صدرها وهتفت باستنكار
_ وه ! ليه بقى إن شاء الله عميلت ايه أني
لوت سكون شفتيها وأجابتها
_ خليتيني قلعت الكاريدجان والحجاب ورقصت وأخوكي شافني من اهنه واتوعد لي إن زعابيب أمشير هتقوم في وشي النهاردة وهيقلبها لي ليلة طين بسببك .
ضحكت رحمة بشدة من خوف سكون ثم لاحظت حزنها فهدئت من ضحكاتها قائلة بأسف
_ معلش والله ڠصب عني ضحكت إنتي اكده صلحت لي مفهومي عن الراجل الصعيدي وطلع هو زي ماهو في غيرته بيبقى عميان وكمان غشيم مبيهموش حد بصراحة الله يعينك على عمران خوي من غيرته هتطلبي النجدة وبردو هتعملي كيف ماهو رايد .
لكزتها سكون بخفة وأردفت بامتعاض
_ يعني أعمل إيه دلوك ياللي دبستيني في بلوة وقاعدة تضحكي
بعيناي تنظر لها بمكر نصحتها
_ اهربي .
_أهرب كيف يامخبولة إنتي !
_انتي مش عايزة نصيحتي أول مالحنة تخلص والكل يمشي وهو ياجي لك ادخلي على أوضتك جري ومثلي التعب فهيركز في تعبك وهتصعبي عليه وهينسى .
بابتسامة عريضة على وجه سكون قالت
_ أه منيكم ومن مكركم يابتوع المحاكم ايه الدماغ داي يارحمة ! في لمح البصر طلعتيني من جانية لمجني عليها ومن واحدة خاېفة ومړعوپة لواحدة يتخاف عليها
واسترسلت وهي تشد العبائة على جسدها
_ تصدقي أرفع لك القبعة يارحوم .
رفعت رحمة قامتها بشموخ مصطنع وتحدثت بنبرة استنكارية
_ ترفعي لي القبعة علشان اقترحت عليكي حل هايف لمشكلة تافهة أمال لما اقف في المحكمة أجيب حكم براءة لمتهم في قضية قتل هترفعي لي دماغك كلها بقى ويدك
متابعة القراءة