جابري
المحتويات
بمنزل عبد الجبار شعرت خلاله بالأمان الذي غاب عنها له سنوات عرفت معني الراحة و السکينة التي حرمت منها أصبحت مقبلة على الحياة بعدما كانت تبغضها و تتمني المۏت لعله يكون رحيم بها عن ما تعيشه من عڈاب على يد والدها و حماتها شديدة الطباع
كانت بخيتة هادئة تلك الفترة حتي لا تغضب
ابنها منها بعد ما فعلته بزوجته هدوءها هذا تحفظه سلسبيل عن ظهر قلب تعلم جيدا أنها الآن كالنيران أسفل الرماد و لن يدوم صمتها هذا طويلا و ستعود كما كانت و أكثر
كل ثانية تلمح طيفه بها يزداد عشقه بقلبها المتيم به أضعاف مضاعفة فوق عمرها تلجم نفسها بصعوبة بالغة عنه عينيها التي ترمقه بنظرات هائمة بين حين وآخر و هو حتي لم يرمقها بنطرة خاطفةيتجاهلها عن قصد و إن أراد أن يصل لها أي شيء يكون عن طريق زوجته خضرا
قومي نضفي الدوار و چهزي الوكل قبل ما سيد الدار يقوم
تأوهت سلسبيل پألم و هي تنظر تجاه النافذة فوجدت الليل مازال يخيم و لم تشرق الشمس بعد
بتصحيني و الشمس لسه مطلعتش حتي!!!!
ليكي سبوع واكله شاربة نايمة أيه نسيتي أصلك ولا فاكرها وكل و مرعي وقلة صانعة قومي همي وراك شغل ياما
تحاملت سلسبيل على نفسها و غادرت الفراش بتكاسل لتدفعها بخيتة خارج الغرفة بعكازها شهقت سلسبيل حين وقعت عينيها على المنزل الذي انقلب أثاثه رأسا على عقب و المياة ټغرق السجاد الموضوع فوق بعضه
همي اشتغلي بالقمتك
الفصل السابع..
في تمام الساعة السابعة صدح صوت رنين الهاتف أزعج عبد الجبار الذي لم ينعم بالنوم و لو للحظات قليلة طيلة الليل يجلس على فراشة بجوار زوجته التي تغص بنوم عميق شارد الذهن لم يتوقف عقله عن التفكير بتلك ال سلسبيل ..
يعترف لها و لنفسه أن قلبه يكن لها كل حب تقدير إحترام و لكن للأسف الشديد هو مثل باقي جنسه يمكن أن يتسع قلبه لأكثر من أثني في وقت واحد أما المرأه لا و لن يمتلك قلبها إلا رجل وحيد يكن هو الحياة بالنسبة لها..
شروده بها و بأدق تفاصيلها جعله غير منتبه لتلك الضوضاء التي فعلتها بخيتة منذ بكرة الصباح فاق من شروده على صوت هاتفه الذي صدح صوته مرارا و تكرارا..
تأفف بضيق عندما لمح اسم المتصل و ضغط زر الفتح مغمغما..
رايد أيه يا قناوي على الصبح!!! ..
ضحك الأخر بسماجة و هو يجيبه قائلا بفرحة ملئت صوته..
كل خير يا كبير.. أني بستأذنك اچي بكرة أخد بتي و أعاود على الصعيد..
ارتجف هذا الخفاق بين ضلوعه فور سماعه جملته و قد توقع السبب وراء فرحته هذه لكنه تحدث بهدوء رغم الضجيج الذي بداخله..
في حاچة حصلت و لا أيه!..
أيوه.. سلسبيل متقدم ليها أبو شاهين بيه و أني وافجت و هاچي أخدها لأجل ما تچهز لكتب كتابها..
هكذا أجابه بمنتهي البساطة غير عابئ لذلك الغاضب الذي أوشك على الانفجار فيه و سبه بأفظع الألفاظ..
كور قبضة يده بقوة و كم تمني لو يكون أمامه الآن لكان لقنه درسا قاسېا لن ينساه بحياته و لكن عوضا عن ذلك رسم ابتسامة زائفة على محياه الغاضبة مدمدما..
اممم.. أبو شاهين اللي أكبر منك رايد يتچوز
بتك و أنت اللي وافقت عليه!!!! .. وماله يا قناوي.. أني مستنيك بكرة إن شاء المولى..
قالها و أغلق الهاتف بوجهه دون انتظار رد منه اصطك على أسنانه بغيظ محدثا نفسه بصوت خفيض..
شكل موتك هيكون على يدي يا قناوي يا وش الخړاب أنت..
أني سمعت صح.. أبو شاهين تاچر السلاح اللي في بلدنا طلب يد سلسبيل يا عبد الچبار!!!! ..
أردفت بها خضرا بذهول
و هي ترمش بأهدابها و تعتدل جالسة بجواره..
أيوه يا خضرا.. سمعتي صح.. قالها ببرود يحسد عليه و غادر الفراش متجه نحو الخزانة جلب منها ثياب له و تابع بهدوء أدهش زوجته..
أكده مبقاش ليها قعاد اهنه..
شهقت خضرا بخفوت و ضړبت على صدرها بكف يدها متمتمة.. هتكرشها من بيتك بعد ما قولت أنها بقت في حمايتك ! ..
چري أيه يا خضرا.. لساك غريبة عن رچلك و لا أيه.. من متي و عبد الچبار المنياوي يدير ظهره لمخلوق طلب حمايته.. هدر بها بصوت هادئ لكنه لم يخفي غضبه المشحون..
هرولت خضرا تجاهه حتي اقتربت منه ووقفت أمامه مباشرة و مالت على صدره قبلته بحب متمتمة بنبرة راجية..
حقك عليا يا خوي.. مقصدش أظن فيك ظن عفش والله.. أني قصدي استفهم منك..
أخذ عبد الجبار نفس عميق زفره على مهل و هو يقول..
هفهمك قصدي يا أم فاطمة..مش قولتلك أني وصلت لعنوان أهل أمها ..
صح يا خوي قولتلي.. بس أني مچبتش سيرة لسلسبيل واصل لتظن أني بقولها أكده لأجل ما تمشي من عندنا.. قولت اسيبها لما تسألني لحالها مرة تانية..
أردفت بها بطيبة تشع من عينيها تطلع عبد الجبار لها مدهوشا امرأة غيرها كانت لم تسمح لمكوث غريمتها ليلة واحدة بمنزلها لكن حبها له و الذي يفوق حبه لأضعاف جعلها تفضله هو على نفسها..
لتبهره هي بطيبتها أكثر حين تابعت بصوت تحشرج بالبكاء قائلة..
البنتة وچعة جلبي عليها قوي.. لساتها عود أخضر على الغلب ده كله..
صمتت لبرهة و أكملت بنبرة مرتجفة..
أني خابرة زين أن
ربنا مريدش لي الخلفة مرة تانية.. و بقولك بنفس راضية اعقد على سلسبيل يا عبد الچبار و ربنا يرزقك منها بالولد اللي بيتمناه جلبك يا خوي..
حاوطها عبد الجبار بذراعه مقربه له و مال على جبهتها لثمها بقبلة مطوله و هو يقول..
قولتها كلمة و مش هعيدها يا خضرا.. أني مش هتچوز عليكي.. أنتي متستهليش مني أكده أبدا يا غالية ..
خضرا بابتسامة دافئة رغم عينيها التي ترقرقت بها العبرات.. يچبر خاطرك ربنا و لا يحرمنيش منك يا سيد
الرچاله كلياتهم..
هتسبح أني على
متابعة القراءة