جابري
المحتويات
أيه العقربة دي.. لا هي مرتك و لا أنت رايد تعقد عليها.. تبقي تسافر معانا ليه يا ولدي.. ارميها لأبوها و غورها من أهنة ملناش صالح بيها عاد..
نظر لها عبد الجبار قليلا نظرة جامدة بينما
سلسبيل تنتظر رده عليها بنفاذ صبر و أنفاس متهدجة و قد بدأ جسدها يرتجف بقوة بعدما انسحبت الډماء من عروقها تاركة وجهها شاحب من شدة فزعها..
ما ېقتلها و إحنا أيه خاصنا بيهم..قالتها بخيتة بجحود جعلت عبد الجبار يحرك رأسه بيأس من طباعها مردفا بأسف..
طول عمري بقول عليكي قوية يا أمه.. بس قوتك المرادي بقت جبروت..
سار من أمامها متجهه نحو زوجته التي خرجت للتو من غرفة سلسبيل تاركة بابها موارب قليلا و تابع بصرامة قائلا..
و سلسبيل هترچع معانا على مصر وقت ما تقوم على حيلها و تبقي زينة ..
أنهى جملته و اقترب من خضرا الواقفة تنتظرة بابتسامة هائمة تزين ملامحها الطيبة التي أضاءتها الفرحة بحديث زوجها لف يده حول كتفيها و سار بها تجاه غرفتهما المقابلة لغرفة ابناتيهما التي أصبحت تمكث بها سلسبيل مؤخرا فتح الباب و دلف بها للداخل و هو يميل عليها يحاوط خصرها بكلتا يديه ضمھا له بعناق محموم ظهرها مقابل صدره غالقا الباب خلفهما بقدمه..
اعتلت ملامحها ابتسامة خجوله حين رن بأذنها أسمها بصوته الذي لمس شيء بداخلها شديد الحساسية فاغمضت عينيها ببطء و هي تهمس بأسمه هذه المرة و هي بكامل وعيها ببوادر إعجاب..
الفصل الخامس..
أشرقت شمس نهار يوما جديداستيقظ الجميع منذ بكرة الصباح يجمعون أغراضهم إستعدادا للسفر برفقة عبد الجبار إلى مصر بينما سلسبيل لم تأخذ شيء معاها مطلقاحتي إنها قامت بخلع ثيابها البيتيه بأكمالها و ألقتهم بالقمامة و ارتدت عباية سوداء كبيرة للغاية على جسدها الصغير و حجاب من نفس اللون أخذتهم من خضرا لا تريد أخذ شيء من هذا المنزل يذكرها بما عانته و قد حسمت قرارها فور خروجها منه لن تعود إليه مرة أخرى بل لن تعود إلى البلد ثانية..
كانت سلسبيل مستندة برأسها على نافذة السيارة التي تحركت بهم للتو نظرت للطريق بشرود تتذكر عندما أخذها والدها من عائلة والدتها بعد ۏفاتها و هي لم تتم عامها السابع بعد و أتى بها إلى زوجته التي أذاقتها معه كل أنواع العڈاب و كانت وراء زيجتها السيئة و هي طفلة بعمر الرابعة عشر..
وبالرغم لكل ما حدث لها على يد والدها إلا أنها تريد أن تودعه قبل أن تغارد البلد أطلقت زفرة نزقة من صدرها و نظرت تجاه عبد الجبار و تنحنحت بحرج و هي تقول..
لو سمحت يا أبو فاطمة!!..
زمجرت بخيتة بشراسة و لکمتها بكوعها بقوة مرددة..
كك خابط اسمه سيدك عبد الچبار..
وبعدهالك عاد يا أمه.. مش أكده أمال.. قالها عبد الجبار و هو ينظر لهما من فوق كتفه و تابع موجهه حديثه لسلسبيل التي ترقرقت بعينيها العبرات..
كملي حديتك..
ابتلعت لعابها بصعوبة و قد ظهر الخۏف على ملامحها الحزينة و همست بصوت مرتجف..
عايزة أسلم على أبوي قبل ما نطلع من البلد..
أصيلة يا خيتي.. نطقت بها خضرا و هي تمد يدها و تربت على كتفها بحنو لتشهق بخيتة بقوة و ترمقها بنظرة حادة مدمدمة..
اممم أصيلة.. دي كهينة و مية من تحت تبن يا عبد الچبار أسألني أني..
ساد الصمت لدقائق قطعه عبد الجبار بصوته الصارم قائلا..
قناوي بيكون فى غيطه دلوجيت مش أكده..
حركت سلسبيل رأسها له بالايجاب سريعا رغم أنه لم يكن ينظر لها لمحها في المرآة و قد رسمت ابتسامة باهته على محياها
المرتعدة و عينيها تنظر له بامتنان و انبهار بشخصيته القوية..
فوت على أرض قناوي فى طرقنا يا حسان..
حسان بطاعة.. أمرك يا كبير ..
مرت دقائق قليلة و توقفت السيارة على جانب الطريق الخارجي المؤدي للأراضي الزراعية..
سلمي عليه و ترچعي طوالي.. متعوجيش..
قالها عبد الجبار دون أن ينظر لها..
حاضر.. أنا مش هتأخر والله.. بس متسبونيش و تمشوا ونبي.. أردفت بها سلسبيل بصوت تحشرج بالبكاء و هي تتنقل بنظرها بين خضرا و زوجها..
خضرا بابتسامة حنونة.. اطمني يا بتي هترچعي تلاقينا مستنيك أهنة..
فتحت سلسبيل الباب بيد مرتعشة و خرجت من السيارة على مضض و هي تستجديهم بنظرتها المذعورة أن لا يتركوها.. نظرتها هذه جعلت عبد الجبار ينفخ بضيق و تحدث بنفاذ صبر قائلا..
روح معاها يا حسان و عاود بيها و أوعاك قناوي يمسها بسوء.. هو خابر زين أنها في حمايتي
انصاع حسان لحديثه على الفور و غادر السيارة و سار برقفة سلسبيل التي تخطو بخطي غير ثابتة بسبب أرتجاف بدنها الملحوظ أثر خۏفها..
ساروا مسافة ليست بقليلة حتي رأت والدها ممسك بالفأس و منشغل بعمله في الزراعة..أخذت نفس عميق تملئ رئتيها بالهواء بعدما شعرت بأنفاسها تتلاشي و نبضات قلبها تتباطئ..
أبوي.. قالتها و هي تقترب منه بحذر و تفرك يديها ببعضهما بتوتر..
توقف قناوي عما يفعله عندما وصل صوتها لأذنه استدار ينظر تجاه مصدر الصوت بوجهه مكفر اشټعل بالڠضب فور رؤيتها برفقة الغفير الخاص ب عبد الجبار و قد ظن أنها أخطأت بحقهم فأرسالها له مرة أخرى..
هببتي أيه تاني يا بت .. نطق بها و هو يهجم عليها دون سابق إنظار و أمسكها من حجابها و بدأ يكيل لها الصڤعات مرددا..
غلطتي في الحاچة المرادي و لا في البيه الكبير نفسه.. انطقي لأدفنك مكانك..
هرول تجاهه حسان و حاول دفعه عنها و هو يقول بذهول..
وه وه وه أيه اللي بتهاببه ده يا راچل يا مخبول أنت.. بعد عنها دي في حماية عبد الچبار بيه..
كان قناوي قابض على شعرها من فوق الحجاب و يده الأخري تهبط على وجنتيها الناعمة بصڤعات و مع كل هذا كانت سلسبيل لا تبكي و لا حتي تدافع عن نفسها تركته يصب جم غضبه
عليها كعادته
ركض حسان عائدا تجاه سيارة رب عمله و هو ېصرخ بصوت جوهري..
ألحق يا عبد الچبار بيه.. قناوي ھيموت بته
متابعة القراءة