رواية ملاذي وقسۏتي الكاتبة دهب عطيه

موقع أيام نيوز


وترتيبه له حاډثة الدرج كان يود ان يبث الطمأنينة لها أنه دوما بجوارها وقادر على حمايتها من جميع من يحاول تفريقهم 
البارت الثامن عشر
بعد مرور ساعة وفي منزل بكر شاهين 
نزل وليد من على الدرج يرتدي جلباب كحلي اللون
مصفف شعره للوراء ينفث سجارته بضيق وعيناه مسلطه على باب الخروج 
رايح فين ياوليد مش هتتغدى معانا سألته خيرية والدته وهي تضع طعام الغداء على المادة الكبيرة 

نظر لها وليد ثم الى ريهام التي تجلس على مقعد
أمام الطاول المستطيلة 
لا مش عايز كلو أنتوا انا ورايا مشوار مهم 
تحدث وهو يقترب من ريهام
مال عليها يسألها نفس ذات السؤال الذي لا يمل
من تكرره عليها من يوم ان خرج من المشفى 
برضه مش ناويه تحكيلي سبتي بيت سالم ليه
وإيه السبب 
لم تتوتر ولم تهتز لحظة واحدة أمامه في كل مرة يسألها نفس السؤال اجابة بثبات وجمود تتميز
به دوما 
مفيش أسباب اتخنقت من القعده في بيت عمك فرجعت بيت أبويه إيه غريبه دي 
وبطل كل شويه تسأل نفس السؤال 
زفر بضيق فهو يعلم أنها لم تريح عقله بحديث صادق 
تكذب عليه ويعلم ذلك ولكن ماهو الشيء
الذي يجعل ريهام تدعي الكذب سأله عقله بتوجس نفض الأفكار بضجر وهو يخرج من
البيت فهو لديه الان موعد أهم من التفكير في
سبب مغادرة ريهام منزل رأفت شاهين 
اوقف سيارته في مكان شبه خالي من البشر تعتريه
رمال الصحراء والجو الصحرواي الطاغي من حولهم 
وقف امامه هذا الرجل الذي كلفه وليد بمراقبة خوخة في تلك الحارة الشعبية الماكثه بها 
ها عملت إيه يا ايمن 
انا براقب اللي أسمها خوخه دي يجي من شهر زي ماحضرتك أمرت وكمان راقبت رقم
تلفونها وسجلت كل المكالمات اللي عليه بعض ما رشيت صاحبي إللي حكتلك عنه ماهو ده يابيه شغال في شركة إتصالات وكمان هو اللي بيوصلي
كل يوم مكلمات البت ديه عن طريق النت 
زفر وليد بقلة صبر قال بضجر 
ما تخلص ياخويه انت هتحكيلي قصة كفاحك اللي بتاخد عليها فلوس مني قد كده انا جيت اقابلك عشان أنت قولتلي في تلفون ان فيه حاجه مهمه حصلت إيه هو المهم اللي منزلني من البيت
عشانه أنجز بقه 
اخرج ايمن هاتفه ومد يده قال وهو يتطلع على وليد 
اتفضل يابيه اسمع المكالمه ديه لسه صاحبي
بعتها ليه ظازه 
مسك وليد الهاتف بتافف وفتح هذا المسجل لسماع محتواه 
خوخة 
ايوه يابسنت وصلتي البيت 
بسنت 
ااه وصلت بقولك ياخوخه أنت خلاص قررتي تكلمي سالم بكره وتحكيله عن التسجيل ده 
خوخة 
ااه طبعا أنت نسيتي الفلوس ولا إيه 
بسنت 
لاء طبعا مش ناسيه بس اوعي وأنت بتكلميها على تلفون يطلب منك تشغلي التسجيل ساعتها ممكن يعرف صوت الزفت اللي أسمه وليد وتروح علينا الفلوس 
خوخة 
لا متقلقيش انا عارفه هعمل إيه
بسنت 
يارب ياخوخه الدنيا تضحك بقه في وشنا ولو مره واحده 
خوخة 
ان شاء الله يابسنت طب هقفل معاك انا بقه عشان نزله شغل في فرح كده قريب ويمكن أتأخر لنص اليل 
بسنت
طب تمام هكلمك بليل 
انتهت المكالمة بنغمة اخترقت أذنيه بقوة ألمته لا
لم يكن صوت نغمة
تنبيه انتهاء المكالمة بل الحديث الذي أستمع له ماذا سالم سيعرف حقيقة قاټل شقيقه ومن سيخبره خوخة 
وعن طريق تسجيل سجل له بدون ان يلاحظ
خائڼة والخائڼة عقابها المۏت ! وهي من حكمة
على نفسها بذلك وهو أسهل شيء عليه ازهق الروح
عن جسدها يدور الحديث داخله بلا هوادة وشيطان يولي له الحل الأمثل
وما أسهل من ذلك على قلوب اتت لتفسد في لارض قبل
رحيلها المكتوب ! 
أبتسم وليد بتهكم ثم نظر نحو أيمن قائلا بنزق 
انت عارف اللي اسمها خوخه دي فين دلوقت 
رد ايمن وهو ينظر في ساعة يده 
المكالمة من حوالي تلات ساعات يعني زمنها دلوقتي في الفرح اللي قالت عليه 
تسأل وليد وهو يصعد السيارة في محل القيادة وأشار الى ايمن بصعود بجانبه 
معاك عنوان المكان اللي فيه زفت ده 
صعد أيمن بجواره إجابة بعملية 
ااه اعرفه واحد من رجالتي مستنيها هناك بيقوم بمرقبتها مكاني يعني لحد ماراجع 
نظر له وليد مبتسم باعجاب من ذكاء وتفكير
هذا الايمن الذي يسهل عليه خططه الحاسمة 
برافو عليك يا ايمن هي دي الدماغ اللي تستحق
تشتغل مع وليد بكر شاهين هتف اسمه بغرور
ولكن شعر آن الاسم ليس بهيبة هذا السالم هتف بخفوت ساخرا 
حتى الإسم متنمرد عليه 
نظر له ايمن باستغراب
بتقول حاجه ياباشا 
اشار له وليد بي لاواكمل قيادة السيارة
لمسار
معين 
يجلسون على سفرة الطعام ويجلس رافت على راس مادة الطعام و راضية بالجانب الايسار على اول مقعد وسالم بالجانب الايمن مقابل لها وحياة بجواره وبجانبها ورد ابنتها التي تاكل تارة بيدها وتارة تاكل من يد حياة 
كان سالم ياكل بهدوء وهو ېختلس النظر نحو زوجتهالتي لم تضع في فمها الى معلقتين من الارز
من وقت ان جلسوا على مادة الغداء 
ترك الملعقة التي ياكل بها ثم امسك بملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة
تحت انظار رافت والجدة راضية الذين ينظرون لبعضهم بابتسامة ذات معنى 
لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس المادة 
قال لزوجته بأمر 
ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل 
نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة 
دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها انت مش شايف ورد عمله ازاي دي رفيعه اوي ياسالم ولازم
تتغذى 
يعني هي طالعه رفيعه لمين ما ليك انت
عارفه انت لو تزيدي شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت 
نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها 
ياسلام طب هو اللي واضح من كلامك كده انك مش عجبك عودي الفرنساوي 
بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل اللي عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك وزي ماانت خاېفه على ورد من قلة اكلها انا كمان خاېف عليك من انعدام اكلك ياملاذي فهمتي 
ابتسمت
بسعادة تشرق وجهها الذي أصبح
بدأت تضع الطعام في فمها وتمضغه 
نظر هو لها بتراقب وحب ولكن وجدها متذمره وهي تمضغ الطعام للحظة كاد ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء 
معلشي يامريم هعذبك معايا ينفع تجبيلي
حتة جبنه قديمه من جوه عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده 
أبعدت الطبق من امامها على مضض وهي لا
تقدر حتى على النظر الى محتواه 
نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب
من امته وانت بتاكلي الحوادق ياحياه 
وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن 
نظرت حياة الى الجبنة الحادقة ذات
الون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او
اغمق قليلا 
بدأت تاكل منه بشهية مفتوحة تحت أنظار سالم المراقب افعالها باهتمام إجابة حياة عليها
قائلة بحيرة 
ولله ما عرفه ياماما راضية انا عن نفسي مستغربه بس نفسي رايحه ليها اوي وريحتها مش مفرقاني
من الصبح 
ابتسمت الجدة راضية وهي تنظر الى سالم
وحياة بسعادة 
ماشاء الله معقول ممكن تكون حامل ياحياة 
اتسعت بنيتيها بعدم تصديق وهتفت بجملة
سريعة متهورة أشعلت قلب سالم الذي كان
قد نبع داخله فرحة عارمة اثار حديث راضية منذ قليل 
حامل مستحيل طبعا لا مافيش الكلام ده انا اوقات كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا مش ببقى بكلها من الأساس 
أكملت راضية طعامها بإحباط وهي تنظر الى أبنها
رافت الذي بدوره حول انظاره الى أبنه الشارد
وكأنه كور نفسه في عالم اخر عنهم 
كان سالم شارد في حديث حياة الغريب والذي وللأسف آلام قلبه من هذي الجملة الأولة التي
نطقة بسرعة وعفوية حامل مستحيل طبعا
لم تكن العفوية شيئا سيىء الى انها صنفت في بعض الأوقات بطباع السيئه فقط لأنها عفوية حديث صادق لم يتزين قبل الخروج للبشر لذلك جملة حياة العفوية لم تكن إلا الصدق بأنها لا ترجح فكرة الانجاب منه 
هل بعد كل شيء مزالت لا تشعر بالأمان بتجاهه مثلما قالت لريم عبر الهاتف في اول زواجهم
كانت تتحدث بكل هذي العفوية والإصرار عن رفض فكرة الإنجاب منه لكن السؤال الأهم هنا 
هل تاخذ شيئا ما يجعلها تتحدث بكل هذه الثقة والحسم الذي من الواضح أنها تفرضه عليه وتحرمه منه بكل انانية 
كور يده پغضب من وسوسة شيطانه له بكل هذا المكر في الأحاديث ولتفكير والشك بها ولكنه 
داخله كان يقسم بصدق 
ان كانت فعلا تتناول شيئا ما لحرمانه من اقل حق
له منها كم يقال طفل من صلبه ان كانت تفعل فهي وضعت نفسها امام قسۏة من لم يغفر
لها يوما فعلتها تلك معه ! 
وضعت يدها على يده وابتسمت له بحب متأملة
وجهه الرجولي الشارد 
مالك ياسالم في حاجه مضايقك 
هز راسه لها بلا ثم أكمل طعامه بصمت لا يريد
لهذا الشيطان التحكم به لا يريد ان يدمر ملاذه
بشك مشين وأفكار حمقاء فطفل سياتي يوما ما
وسيستحوذ عليها معظم الوقت سياتي
يوما ما لحياتهم لما العجلة والشك إذا ! 
يعلم انه يفر من الحقيقة او يكذبها ولا يريد البحث خلفها فاذا بحث واكتشف مايخشى تصديقه متاكد بعدها بل يثق انه سيدمر كل شيء وهي اول الأشياء التي ستنال الدمار حتما ! 
بعد ثلاث ساعات 
وقف وليد في مكان ما بعيد عن ضوضاء هذا الفرح الشعبي اتى عليه أيمن قال بجدية 
تحب نعمل إيه ياوليد بيه نخطفها ونجبهالك هنا مكتفه 
اشعل وليد سجارته قال بأمر خشن 
لاء مش لدرجادي انا هحل الموضوع ده بنفسي أنت تاخد رجالتك وتمشي دلوقت وتستنى مني اتصال كمان ساعتين عشان عايزك في شغل مهم لازم يخلص قبل مالنهار يطلع علينا وكمان الصبح لازم تدور على البت اللي كانت بتكلمها في تلفون تعرفلي عنوان بيتها فين 
هز ايمن رأسه بإيجابية 
اللي تامر بيه ياباشا بعد اذنك 
ذهب ايمن من امامه دلف وليد الى سيارته
وعيناه متربصة على المكان الذي ستخرج منه خوخة الآن 
بعد دقائق كانت تسير خوخة على رصيف الطريق الذي كان فارغا من البشر وسيارات تسير فيه بسرعة كان يسير بسيارته خلفها ببطء وتراقب وعقله ينسج له الف سيناريو بشع لتخلص منها 
نظرت خوخة خلفها بتوتر وارتجف قلبها وهي ترى
مراقبة هذه السيارة منها ببطء وتتابع سيرها
بإصرار وقبل ان تلتفت لترى من بها وجدت
السيارة تسرع لتقف امامها مصدرة سرينة عالية
جعلتها تغمض عينيها پخوف 
خرج وليد من سيارته ناظرا إليها ببرود 
مستمتع بملامحها الطاغي عليها الخۏف وجسدها
الذي كان يرتجف بزعر واضح همس لها ببرود
مافيش حمدال على سلامتك ياوليد 
فتحت عينيها ببطء وهي لا تصدق أن السيارة المراقبة لها منذ قليل بتسلط ليست إلا سيارة وليد ولكن لم فعل ذلك ولم هو هنا الان 
ايه
بتبصي عليه كده ليه هو انا كنت بايت ولا حاجه دا احنا بقلنا اكتر من شهر ونص منعرفش حاجه عن بعض اي ده دا انا نسيت
ان احنا حتى مشفناش بعض من وقت اخر زياره
في المستشفى هو أنت زعلتي مني ولا إيه
ياخوختي 
بلعت ريقها پخوف لا تعرف لما كل هذا الارتباك ولكن حين تنظر الى عينيه الشيطانية الماكرة
 

تم نسخ الرابط